تخطط سلطات الاحتلال لتأمين اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين للمسجد الأقصى نهاية الشهر الجاري، في الأعياد الصهيونية التي توافق 26 و 27 سبتمبر.
ويرى مقدسيون أن الاحتلال يؤجج الأوضاع الأمنية في القدس بشكل غير مسبوق، عبر استفزاز مشاعر المسلمين بالاقتحامات المتكررة واللباس الفاضح.
ويحشد المقدسيون لمواجهة اقتحامات المستوطنين المزمعة في هذين اليومين، في ظل دعوات مستمرة لأهالي الداخل المحتل والضفة المحتلة للرباط بالمسجد الأقصى.
تمادي الاحتلال
بدوره، قال المختص في شؤون القدس والأقصى الدكتور جمال عمرو إن الاحتلال يواصل تماديه في القدس والمسجد الأقصى بصورة غير مسبوقة.
وأوضح عمرو في حديث لـ "الرسالة نت" أنه دائما ما نجد أن شهر سبتمبر من كل عام هو الشهر الأكثر ترشيحا للمواجهة مع الاحتلال.
ولفت إلى أن الاحتلال يعمد عبر أعياده مع نهاية هذا الشهر لاستفزاز المسلمين والمقدسيين عبر الاقتحامات الكبيرة والمتكررة، "فالاحتلال يواصل تجريفه وحفرياته تحت الأرض، وتهويد المدينة فوق الأرض".
وأكد المختص المقدسي أن الاحتلال يستمر في استغلال حالة الخذلان العربي والإسلامي في فعل ما يشاء بالمسجد الأقصى.
واستدرك: "لكن نجد أن الشعور بالظلم المتراكم يجعل من استنفار المقدسيين قريبا وستكون عواقبه وخيمة على الاحتلال".
ودعا عمرو لضرورة الحشد والرباط بالمسجد الأقصى، والتصدي المستمر لاقتحامات المستوطنين لمنعه من تنفيذ مخططاته الصهيونية.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمات "الهيكل" المزعوم بدأت بحشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى نهاية الشهر الجاري، فيما يسمّى "رأس السنة العبرية".
وأعلنت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" الصهيونية المتطرفة، عن توفير مواصلات للمستوطنين من كل أنحاء فلسطين المحتلة؛ تحضيرًا للعدوان على الأقصى في موسم الأعياد القادم.
في المقابل، انطلقت دعوات فلسطينية للحشد وتكثيف الرباط في الأقصى؛ تصديا لمخططات الاحتلال التهويدية فيه.
وستشهد الأيام المقبلة موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد؛ سعيا لتهويده تماما، وفرض واقع جديد فيه.
وأشادت المرابطة المبعدة عن المسجد الأقصى عايدة صيداوي بصمود أهالي القدس في وجه غطرسة الاحتلال وعدوانه المتكرر من استيطان وقمع وقتل.
وقال صيداوي في حديث لـ "الرسالة نت": "أهل القدس هم خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، وندعو أهلنا بالداخل المحتل لضرورة التوافد مع مواعيد الأعياد اليهودية لصد اقتحامات المستوطنين".
وأضاف: "دائما ما نجد أن الاحتلال يواصل تأجيج الأوضاع الأمنية في القدس عبر السماح باقتحامات المسجد الأقصى، واللباس المخل بالآداب في باحات المسجد الأقصى".
وحذرت من محاولات الاحتلال المستمرة لتهويد المدينة المقدسة، "فبالتزامن مع الاقتحامات والتدنيس هناك تهويد مستمر للمدينة ومتسارع بشكل غير مسبوق".
ورأت المرابطة المقدسية أن المواجهة والانتفاضة في وجه الاحتلال بسبب تماديه بالأقصى أقرب من أي وقت مضى، "فلا يمكن للفلسطينيين تحمل ما يجري حاليا بالمسجد الأقصى والسكوت عليه".