وصف د. بسام أبو شريف المستشار السياسي السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اتفاق أوسلو بـ"الفخ الذي استدرج إليه أبو عمار، من المحيطين به".
ويروي أبو شريف لـ"الرسالة نت" كواليس التوقيع على الاتفاق، قائلا: "سألت عرفات، لماذا يريدونك لوحدك وسرا في هذا الاتفاق؟(..)، لم يجبني فكان لديه حلم أن يقيم دولة ويعود للداخل المحتل".
ولفت إلى أنه كان قد سبق اتفاق أوسلو انعقاد مؤتمر مدريد، وحينها قال له يريدونك وحيدا بدون شهود، هم يعملون لخداعك.
ويشير إلى نصيحته لعرفات بعدم التوجه لأوسلو، لمعرفته أنه فخ يهدف لتمزيق القضية والمنظمة معا.
واتهم من خلفوا عرفات ليكونوا قيادة بديلة عنه، "بنصب الفخ له ابتداء كي يتخلصوا من فتح والمنظمة وعرفات، وتهيأ لهم أجواء القيادة".
وأكدّ أبو شريف أنّ المحيطين بعرفات آنذاك هم من خدعوه واستدرجوه لتوقيع الاتفاق، ومن ثم خلفوه لاحقا في مشهد القيادة.
ويضيف: "اللافت للانتباه أن كل من تآمر على عرفات وعمل ضده، أصبح في موقع القيادة فيما بعد".
وعزا استجابة عرفات لهذا التوقيع، لاندفاعه نحو طموحه ببناء دولة فلسطينية، "كما أن الظروف التي مرت بها المنظمة من حصار مالي ومطاردة لقواعد تواجدها في البلاد العربية، كلها دفعت باتجاه الاستجابة لتوقيع الاتفاق".
ولفت أبو شريف إلى أن عرفات تنبه لهذا الفخ واكتشف الخديعة الكبرى يوم تسلم مدينة الخليل، ومنذ ذلك الوقت بدأ يتهيأ لمقاومة الاحتلال؛ لذلك اغتالوه بالسم.
وذكر أن عرفات تبرأ من الاتفاق منذ اكتشافه لتلك الخديعة، وقرر استكمال مسيرة النضال من خلال عدة موجات شعبية انطلقت سواء كان في هبة النفق أو الانتفاضة الثانية؛ "لكنه تعرض لاغتيال سياسي بشع من المحيطين به قبل تصفيته في وقت لاحق دون معرفة من قتله لهذه اللحظة".