غزة-الرسالة نت
أعلنت وزارة الزراعة اليوم الأربعاء، عن انطلاق استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة 2010-2020، وذلك برعاية وتوجيه من رئيس الوزراء د.إسماعيل هنية، ضمن احتفال كبير نظمته وسط قطاع غزة .
وحضر الاحتفال عدد من نواب المجلس التشريعي والمسئولين في الحكومة الفلسطينية وقادة الفصائل ورؤساء البلديات والمؤسسات الأهلية واساتذة الجامعات والوجهاء وعدد كبير من المزارعين.
وأوضح وزير الزراعة د.محمد رمضان الأغا، أن "الإستراتيجية العشرية" ولدت ضمن ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة وقاسية بلغت ذروتها في الحصار والعدوان على غزة.
وأشار إلى أن البداية كانت في عام 2006 حين تم تشخيص مواطن القوة والضعف ومواطن التهديد وكذلك الفرص والإمكانات المتاحة للاستمرار في تعزيز الصمود والوصول إلى ما هو ممكن من الأمن المائي والغذائي والوطني و القومي في ظل معادلات دولية مختلة.
تحرر من الإقتصاد الصهيوني
وقال الأغا:"نجحنا في تغيير الثقافة الزراعية والفكر الزراعي الذي كان موجهاً من قبل الاحتلال لسنوات طويلة، حيث كان اقتصادنا الزراعي ترساً صغيراً في الاقتصاد الصهيوني".
وأكد أن أهم ما يميز هذه الإستراتيجية هو أنه تم إعدادها وصياغتها وتنفيذ "المرحلة التجريبية" منها بعقول وأيدي فلسطينية, في ظل ظروف غير عادية، إضافة إلى أنها "قابلة للتطبيق" , وتساعد على سد الفجوة الغذائية في العديد من المنتجات, وبعض مستلزمات الإنتاج.
وأضاف: اليوم وقد تجاوزنا "المرحلة التجريبية" والتي تعتبر المرحلة التأسيسية للإستراتيجية فإننا وبكل ثقة لا نقول إن إستراتيجية (2010- 2020) سوف تبدأ في عام 2010, بل أنها فعلاً بدأت منذ 2006, لأننا قد وضعنا نصب أعيننا ومنذ اليوم الأول بدء تنفيذ "الخطوط العامة" للإستراتيجية, وذلك بغرس مفاهيم ثقافية جديدة في "الفكر الزراعي الإستراتيجي" مثل "الاقتصاد المقاوم" وإحلال الواردات" "وحرب البروتين" "والأمن المائي" "والأمن الغذائي" كلها في سلسلة متصلة من حلقات "المشروع التحرري" .
ووجه الأغا الشكر بإسم كافة العاملين بالوزارة لرئيس الوزراء على رعايته للإستراتجية، قائلاً:" كان معنا خطوة بخطوة لإنجاحها وخروجها إلى النور"، كما وجه الشكر لكل من ساهموا في إعداد الإستراتيجية من النخبة المميزة من ممثلي القطاعات المختلفة العام والخاص والأهلي وأعمدة العمل الاقتصادي والاجتماعي في فلسطين، والمهتمين بقضايا التنمية الزراعية .
محكمة التخطيط والتنفيذ
من جهته، بارك النائب سلامة بإسم المجلس التشريعي إطلاق وزارة الزراعة لإستراتجيتها العشرية، قائلاً:"نحن نشد على أيديهم وندعم عملهم الذي أثبتوا أنهم أهلاً للمسئولية ونحن واثقون أن الخطة سوف تؤتي ثمارها"، لافتاً أن وزارة الزراعة وقفت بجانب المزراعين على خطوط التماس في أحلك الظروف ولا تتواني في مساعدتهم لتعزيز صمودهم وتثبيتهم فوق أرضهم المهددة بما يسمى المناطق العازلة.
واعتبر أنه بعد دراسة الخطة العشرية لوزارة الزراعة تبين لنا أنها محكمة التخطيط والتنفيذ في المستقبل القريب، مشيراً إلى عقولاً علمية وإبداعية في الوزارة عملت رغم قلة ذات اليد وقصر المساحة واستطاعت أن تحقق انجازات على الأرض.
ونوه سلامة إلى أن الحصار والتضييق والعدوان لم يمنع الوزارة من أداء واجبها وتطوير المحررات وزراعتها، معتبراً أن ما يميز عمل وزارة الزراعة أنها استطاعت مع شركائها وقف نزيف المياه المهدورة من المياه الجوفية ومنع الحفر العشوائي للآبار، كما أنها استعاضت عن الزراعات الشرهة للمياه بزراعات تتحمل قلة المياه أو ملوحتها.
اهتمام الحكومة والوزارة
وفي كلمته ممثلاً عن المنظمات الأهلية قال م.محسن أبو رمضان"أن الخطة تأتي تأكيداً على الاهتمام من قبل صناع القرار بإستقرار الوضع الزراعي وتنميته"، في إشارة إلى الحكومة الفلسطينية ووزارة الزراعة التي رعت وأعدت الخطة العشرية.
وأشار إلى أن المنظمات الأهلية شاركت بفاعلية في مراجعة إعداد الخطة، حيث أن الوزارة جعلتها تسير بصورة متناسقة ومتكاملة مع عمل تلك المنظمات، لافتاً أن بعض المشروعات من بعض المنظمات لا تخدم الهدف الإستراتيجي للزراعة المستدامة.
وشدد على أن الخطة بمثابة البوصلة والهادي وتحمل رسالة وطنية بالإضافة إلى الرسالة الإنتاجية والتنموية، مشدداً على ضرورة التكامل بين الضفة المحتلة وقطاع غزة بما يساعد في إنجاح العمل التنموي في فلسطين.
وفي نهاية الاحتفال، تم تقديم درع تكريمي لوزير الزراعة، ومن ثم قام الأخير والحضور بغرس أشجار الزيتون واللوزيات في أرض الجعفراوي وسط قطاع غزة.