تتواصل الدعوات بشكل واسع خاصة في الأراضي المحتلة عام 1948، لشد الرحال للمسجد الأقصى للاعتكاف والرباط في رحابه، للتصدي لاقتحامات المستوطنين خلال فترة الأعياد العبرية.
وأوضحت الدعوات أن الاحتلال يصعد بشكل كبير من اقتحاماتهم شكلا ومضمونا، وأن التواجد المكثف للمسلمين هو الرادع الحقيقي لصد هذه الاقتحامات.
وأكد الباحث في شؤون القدس جمال عمرو أن ما يحدث اليوم في القدس هو تصعيد شكلا ومضمونا رغم أنه ما زال في بداياته، حيث أنه أمامنا أيام أخرى من الأعياد اليهودية في الفترة القادمة والتي ستشهد اقتحامات أخرى إضافية.
وشدد على أن هذا عدوان آثم غير مسبوق ومتصاعد من رقص وأراجيف وانبطاح في ساحات الأقصى، وهذا يدل على أن الاحتلال قد اتخذ قرارا استراتيجيا بعد نفخ الأبواق للانتقال لمرحلة زمنية جديدة ولو معنويا، كما يسعون لإزالة قبة الصخرة من الوجود واستبدالها بما يطلقون عليه "قدس الأقداس.
استغلال الصراع السياسي
أوضح عمرو أن الجماعات الاستيطانية تستغل الصراع السياسي الصهيوني في الانتخابات الحالية، "والمسجد الأقصى هو الضحية في الماراثون السياسي الصهيوني".
ولفت إلى أن الجماعات الاستيطانية ترى أن لديها فرصة ذهبية في ظل صراع الأحزاب السياسية الإسرائيلية المنقسمة رأسيا وأفقيا والمتشظية، ولا تستطيع تشكيل حكومة قوية، حيث أن لديها طريقة في ابتزاز القيادات الإسرائيلية، في ماراثون سياسي رخيص.
وأضاف عمرو أنه بدا اليوم أن لا اليمين ولا اليسار ولا الوسط الإسرائيلي يستطيع أن يوقف الجماعات الاستيطانية عند حدهم، حيث يلقون دعما منقطع النظير، ممن يسمى المحكمة العليا وأعضاء في الحكومة والكنيست والجيش والشرطة.
وقال الباحث عمرو: "ويرافق الدعم اللامحدود للجماعات الإستيطانية سياسة الإبعاد والاعتقال والملاحقة للمرابطين، وفي المحصلة المسجد الأقصى هو الضحية في الماراثون السياسي الاحتلالي".
وأشار إلى أن التطبيع العربي جعل الاحتلال يتصرف بطمأنينة كاملة في تهويد المسجد الأقصى، وأن "التطبيع العربي هو أبشع صور الهزيمة، وهي هزيمة بلا أي ثمن".
حشود كبيرة
بدوره، نوه الناشط المقدسي محمد هديب، إلى أنه غدا وبعد غدٍ ستكون هناك حشودات كبيرة للمستوطنين في باحات المسجد الأقصى.
وأكد هديب أن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، تتطلب تواجد مكثف من المقدسيين غداً بالأقصى وباحاته لصدّ اقتحامات المستوطنين.
وذكر أن تواجد المقدسيين والمرابطين بالأقصى غير كافي، وذلك بسبب محاولات الاحتلال عرقلة وصولهم، حيث نشر اليوم عشرات الحواجز العسكرية.
وبدأ مئات المستوطنين صباح اليوم الأحد استباحة المسجد الأقصى المبارك على نطاق واسع، بحماية قوات الاحتلال.
وانتشر جنود الاحتلال بشكل كثيف في ساحات الأقصى وتحديداً في المنطقة الشرقية وحول باب الرحمة.
وذكرت مصادر مقدسية أن جنود الاحتلال أخلوا المصلين من محيط باب الرحمة، وفرضت تشديدات على دخول الفلسطينيين إلى المسجد المبارك.
كما أدى المستوطنون رقصات وطقوس الانبطاح داخل الأقصى وعلى أبوابه، إلى جانب ترديد عبارات مسيئة للعرب والمسلمين.
واحتشدت أعداد كبيرة من المستوطنين في منطقة حائط البراق استعداداً للاحتفال بما يسمونه "رأس السنة العبرية"، واقتحام المسجد الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة.