لوحة وطنية كاملة الأوصاف، ومكتملة الأركان، تجسدت أمس، في المهرجان الشعبي الكبير، "الأقصى في خطر" الذي نظمته حركة حماس، بمشاركة عشرات الآلاف، الذين جدَّدوا البيعة والقسم على حماية القدس والأقصى والمضي في طريق الجهاد والمقاومة.
الكل كان حاضرا، برموزه وأيقوناته الثورية، فلسطينيو الداخل يُمثلهم القائد حارس الأقصى ابن أم الفحم (أو أم النور كما يحب أن يسميها)، الشيخ رائد صلاح، والرمز المرابط ابن عكا الشيخ أبو بكر الشيمي، والقدس يمثلها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، والضفة ينوب عنها الرمز الجبل القائد أبو رعد فتحي خازم، ووالد الشهداء والأسرى والمقاومين الجبل الراحل عمر البرغوثي.
ولم يكن اختيار الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي لينوب عن القوى والفصائل الوطنية في كلمة جامعة، عبثا، فابن الضفة يخطب في جماهير غزة على أرض غزة، وكأنها رسالة تُحطم الأسوار والقيود التي تستهدف تقسيم الوطن، ليسهل على المحتل قضمه والتهامه.
ومن القدس، وضع الشيخ عكرمة صبري الحاضرين في المهرجان في صورة الأوضاع الخطيرة التي تحدق بالأقصى، وهو يعلم أن قلوبهم وأفئدتهم تحترق لوعة واشتياقا لتحريره من دنس بني صهيون.
ثم جاءت لوحة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، لتوصل رسالة باستعراض رمزي، حمل دلالات في غاية الأهمية لمن يفقهها، حين طُويت كل رايات الفصائل ليعلو فقط علم فلسطين شامخا في سماء المهرجان، على أنغام نشيد فدائي، السلام الوطني للثوار.
بينما حلَّقت صور شهداء جنين المطبوعة على بالونات في سماء غزة، انطلاقا من ساحة المهرجان، تقديرا لجهادهم وتضحياتهم.
المهرجان اختتم بكلمة رأس حربة المقاومة، حركة حماس، التي حملت وعيدا وإنذارا أخيرا للمحتل، تحذره من اللعب بالنار، وتعده بغضب عارم يغير شكل المنطقة إذا تمادى في غيه وعدوانه.
باعتقادي، فإن حركة حماس استطاعت إيصال الرسائل المطلوبة من المهرجان، سواء بالحشد الضخم المعبر عن استفتاء شعبي، أو بكل فقرة أو صورة أو لافتة تضمنتها الفعالية.
الوطن يحتشد بساحة "فلسطين"
عمار خليل قديح