قائمة الموقع

الشهيد فايز دمدوم.. الأحلام على مقاس أصحابها  

2022-10-02T19:39:00+03:00
الشهيد فايز دمدوم
الرسالة نت-رشا فرحات 

في قصة الشهيد الشاب فايز دمدوم شهادة محسوم أمرها، كانت حلما، يشبه من يحلم بالزواج، أو السفر، أو العلم، أو رحلة إلى جبل أو بحر ليلهو مع رفاقه، أو هكذا يتخيل أي منا كيف لشاب في الثامنة عشر أن يفكر.
كان يؤجل الشهادة حسب اتفاق عقده مع أمه! 
" يصاب بين الوقت والآخر، حسب قول أمه، وتخاف عليه بأن يستشهد، وهي تطلب منه أن يؤجل تحقيق حلمه، تعرفه وقد حفظت تعلقه بالقدس والجهاد والشهادة، وتتحدث عن موته كأمر محسوم ومتوقع لا مهرب منه. 
فايز أمير أكتوبر، شقيق الأسير عبد العزيز دمدوم، كانت العائلة ترجوه أن يؤجل الشهادة حتى يخرج شقيقه المحكوم بالسجن 22 شهرا، وفي كل أسبوع يذهب لزيارة قبر إبراهيم النابلسي مع والدته، يحكي له كل ما حدث في غيابه، ويعده بأن يلحقه في القريب العاجل.
هذه هي الطريقة التي يفكر بها شباب الضفة الغربية اليوم، يحملون أرواحهم في الكف اليمنى، وعلى الكف الآخر كرامة لم يقبلوا يوما بأن تهدر، والاحتلال لا زال لديه شك في ذلك، يدخل جرافاته ومدرعاته كل يوم لتقنص وتهجم وتهدم وتقتل، ثم يتفاجؤون برجال يخترقون الأرض ويخرجون مرة أخرى كأشجار الصنوبر وكأن الموت لم يمر بجانبهم بالأمس. 
شقيقته تقول: "الدنيا كلها فايز، اسمه على مقاس ما يريد، لقد فاز بالجنة، كنت ذاهبة إلى مكان عمله بالأمس وقد أحضرت له البيتزا ولكني وصلت بعد أن نقل إلى المستشفى ثم أعلن عن استشهاده".
وقد شيع أبناء القدس، وتحديدا أبناء بلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة، مساء السبت، جثمان الشهيد فايز في مقبرة البلدة.
وانطلق موكب التشييع من منزل عائلة الشهيد، بعد أن ألقيت عليه نظرة الوداع، وجاب المشيعون شوارع البلدة، حاملين جثمانه الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق شعبنا.
ووصل المشيعون إلى ساحة الشهيد ياسر عرفات، وأدوا على الجثمان صلاة الجنازة، وسط أجواء من الحزن والغضب.
وساد توتر شديد مساء أمس (السبت) في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد ارتقاء فايز دمدوم برصاصة في عنقه، وزعم جيش العدو أنه أطلقها ردا على محاولة الشهيد إلقاء زجاجات حارقــة على جيب عســكري لـ"حرس حدود" العدو كان يسير باتجاه قرية أبو ديس، فيما تمكن فلسطينيون من اختراق السياج الفاصل.
لقد كان فايز ممنوعا من السفر، ممنوعا من الحياة في بلدة تحاصر حياة المقدسي، كان يحاول إقناع أمه بعد كل قصة شهيد قائلاً: "شوفي كيف أمهات الشهداء ما بيبكوا، أوعي تبكي لما استشهد".
لكن أمه بكت، حزنا على الفراق، وفرحا لأن ابنها حقق حلما لطالما سعى لتحقيقه.

اخبار ذات صلة