سبعة عقود وأكثر مرت على الاحتلال (الإسرائيلي) في الأراضي الفلسطينية، تجرع فيها أصحاب البلاد أقسى أنواع التعذيب والظلم وسط صمت دولي مطبق، لكن بقي الفلسطينيون يدافعون عن بلادهم بكل قوتهم حتى أنهم يقدمون أبناءهم شهداء ويخرجون بصبر ليبثوا قوتهم وصبرهم لمن حولهم.
في السنوات الأخيرة، خرجت من رحم الضفة المحتلة أيقونات ثورية نساء ورجالا أعطوا للعالم كله درسا في الثبات والتمسك بالوطن، فسار على دربهم الكثيرون وشجعوا الشباب على الجهاد أكثر ومقاومة المحتل الغاصب.
ما بين والد الشهداء الصابر المحتسب الذي يحمل نعش أبنائه ويتقدم المسير ويهتف "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، إلى الأمهات اللواتي يزغردن لحظة النطق بحكم المؤبد على أبنائهن لكيد المحتل، خاصة وأنهن يدركن أن تلك الأحكام واهية وسيخرج أبناؤهن بصفقات تكسر شوكة المحتل.
تستعرض "الرسالة نت" أبرز الأيقونات الوطنية الشعبية التي يتخذها الفلسطيني قدوة في محاربة الاحتلال.
- عمر البرغوثي " أبو عاصف"
من أبرز الشخصيات على المستوى الفلسطيني، كان مسؤولا في حركة حماس بالضفة الغربية واعتقل لدى سلطات الاحتلال عدة مرات، وهدم بيته وتوفي عام 2020.
سُجن عدة مرات، وهدم الاحتلال بيته، نفذ نجله "عاصف" عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال عرفت باسم "عوفرا" واغتالته (إسرائيل) على إثرها.
وقتل نجله "عاصم" عام 2018 ثلاثة جنود (إسرائيليين) بعملية "آساف" التي نفذها ردا على قتل الاحتلال شقيقه وأسر بعدها.
بعد وفاته كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» أنه أحد مؤسسي كتائب القسام في الضفة الغربية، والمشرف المباشر على العديد من خلاياها في الضفة، وكان له مسؤوليةٌ مباشرةٌ على خلية الشهيدين عماد وعادل عوض الله، التي اعتبرتها (إسرائيل) إحدى أخطر خلايا المقاومة الفلسطينية في تاريخه.
- فتحي خازم "أبو الرعد"
من أبرز المطلوبين لسلطات الاحتلال في جنين يعرف بشعبيته العالية وقدرته على الخطابة والتأثير بالشباب وحثهم على التصدي للاحتلال، يلقب بـ "شيخ المطاردين".
قضي نجله الأول "رعد" بعد تنفيذه عملية عسكرية بمدينة تل أبيب قتل خلالها (إسرائيليين اثنين) في أبريل 2022.
أما نجله الثاني "عبد الرحمن" اغتالته (إسرائيل) في مخيم جنين خلال سبتمبر 2022 برفقة ثلاثة من رفاقه.
- أم ناصر أبو حميد
توصف بأنها من "خنساوات فلسطين" وهي أم لـ 5 أسرى في سجون الاحتلال وشهيد واحد كما قضى زوجها برصاص الاحتلال.
برزت شخصيتها على الساحة مؤخرا مع انطلاق مطالبات بالإفراج عن نجلها "ناصر" الذي يعاني أوضاعا صحية صعبة للغاية إثر إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال.
يعتبرها الأهالي "أيقونة" تساهم كلماتها وقصتها في التحفيز على مواجهة الاحتلال والتصدي لانتهاكاته المتكررة.
- أم أحمد زهران
تردد دوما عند التعريف عن نفسها: "الشهيد هو ركاب الخيل دواس الليل (..) اختارني الله لمقدرتي على الصبر والابتلاء فأنا أم لشهيدين وستة أسرى ثلاثة من الأبناء ومثلهم من الأحفاد".
"أرضعت أبناءها مستيقظة كي لا يشربوا حليب الغفلة حتى أصبحوا شبابا زف اثنان منهم إلى الحور العين وفرحت بذلك ففلسطين عروس تريد "شباب ملاح" كما تقول.
تتردد على بيوت الشهداء تمد الأمهات بالصبر والعزيمة رغم تخطيها سن السبعين، فهي أم وجدّة، يحرمها الاحتلال من رؤية أبنائها الأسرى لكن قبل شهور قليلة تمكنت من الحصول على تصريح زيارة فكانت ما بين عوفر وريمون تسير شامخة تمنح القوة لأولادها.
- أم إبراهيم النابلسي
برزت بشكل كبير في الساحة الفلسطينية بعد اغتيال (إسرائيل) ابنها إبراهيم في أغسطس الماضي، إذ كان من أبرز المطاردين بالضفة الغربية ويزعم الاحتلال أنه مسئول عن عشرات عمليات إطلاق النار ضده.
في جنازة نجلها ظهرت "أم إبراهيم" "صابرة وثابتة" ما جعل منها "أيقونة" ومثالا على الأم المضحية لأجل الوطن.