يبدو أن عملية "كاسر الأمواج" التي أعلنت عنها قيادة جيش الاحتلال، باتت تأتي بنتائج عكسية على الاحتلال، لتضعه في موقف حرج أمام جمهوره قبيل الانتخابات.
ووفق تقديرات محللون (إسرائيليون) فالأمواج لم تتكسر، في وقت لا تزال الثورة تتمدد في مدن الضفة بعمليات متنوعة بين مواجهات شعبية وإطلاق نار وطعن وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن نشاط قوات الاحتلال يتركز على ثلاثة جهود حيوية: الجهد الأول والأساسي هو الحراسة في نطاق المدن، والثاني حراسة خط التماس والجدار، أما الأخير فهو عبارة عن نشاط هجومي مبادر إليه، موجه استخباريا في عمق المنطقة، لإحباط المقاومين في مدن الضفة خصوصا.
فشل ذريع
بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي) أحمد رفيق عوض، إن جميع الأوساط السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال يقرون بطريقة أو بأخرى الفشل الكبير في عملية "كاسر الأمواج".
وأضاف عوض في حديث لـ "الرسالة نت" إن هناك الكثير من الأصوات التي تنادي جيش الاحتلال للتوقف عن استخدام القوة المفرطة والتي ستأتي بنتائج عكسية على حكومة الاحتلال.
وأكد أن العملية (الإسرائيلية) جاءت بنتائج عكس ما تريد، "وهو ما يدل على قصر نظر الاحتلال في كيفية التعامل مع الفلسطينيين الذين يرون في المقاومة جدوى مستمرة".
وتابع: "نرى الآن تداعيات فشل حملة كاسر الأمواج بين الجمهور (الإسرائيلي) وبالتالي هذا الفشل سيكون له انعكاساته وتبعاته على الانتخابات (الإسرائيلية) التي ستجري الشهر المقبل".
وأوضح أن الهدف من عملية "كاسر الأمواج" هو وقف العمليات ضد جيش الاحتلال، "إلا أن ما نجده هو تنامي وتيرة العمل المقاوم".
ويتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات، مع سابقه، في أن الاحتلال فشل بشكل ذريع في عملية "كاسر الأمواج" وجاءت عملية شعفاط مؤخرا لتقتل أي محاولات للتسويق لهذه العملية.
وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال فشل أيضا في ادخال السلطة للمشهد ، "فالمواطنون يركزون الآن جيدا في مواجهات مع الاحتلال وعمليات إطلاق نار وإلحاق القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال".
وأضاف: "من المؤكد أن قيادة الاحتلال ستعيد النظر في العملية الكبيرة التي تطلقها ضد الضفة بعدما جاءت بنتائج معاكسة تماما عما كان مخطط له".
وأكد بشارات أن الفشل في عملية "كاسر الأمواج"، سيأتي بنتائج عكسية على رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد ووزير جيشه بيني غانتس في الانتخابات المقبلة.
وخلال 24 ساعة الماضية فقط، سجلت المقاومة في الضفة الغربية عمليتي إطلاق نار استهدفتا قوات الاحتلال والمستوطنين، إلى جانب اندلاع المواجهات في 13 نقطة، أدت لمقتل مجندة صهيونية وإصابتين في صفوف الجنود والمستوطنين.
كما سجلت المقاومة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تفجير عبوتين ناسفتين، وإعطاب مركبة تابعة لقوات الاحتلال.
وخلال الأسبوع الماضي، شهدت الضفة الغربية تصاعدا لافتا في المواجهات مع الاحتلال وأعمال المقاومة المتنوعة، فيما استشهد 6 مواطنين وأصيب عدد من الجنود والمستوطنين.
وخلال أيام الأسبوع استشهد 6 مواطنين، وأصيب 12 جندياً ومستوطناً، ورصدت 151 نقطة مواجهة، و27 عملية إطلاق نار، و36 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق.
ولعل الأرقام السابقة تعكس حجم التنامي في عمليات المقاومة التي تؤرق الاحتلال وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك فشل أن الأمواج لا تكسر.