الرسالة نت - صلاح أبو شمالة
استبعد مختصون في الشأن السياسي الفلسطيني، أن يقوم الكيان الصهيوني بشن حرب جديدة على قطاع غزة، مؤكدين أن التصعيد الصهيوني يهدف فقط إلى تسخين الأجواء في منطقة الشرق الأوسط.
ويرجح المحللون في أحاديث منفصلة لـ" الرسالة نت" كفة التصعيد على العدوان الواسع الذي يهدد قائد الاحتلال باتخاذه ضد القطاع المحاصر للعام الخامس على التوالي.
استنزاف المقاومة
وفي ظل ضبابية الموقف الميداني، يقول المحلل السياسي حسن أبو عبدو:" لا اتوقع أن تشهد الأيام القادمة حرباً، فالسيناريوهات تقول أن (إسرائيل) تسعي لضرب أهداف مركبة ودقيقة لاستنزاف المقاومة ".
واتفق المحلل السياسي حاتم أبو زايدة مع عبدو، فيقول:" الحرب في الوقت الحالي مستبعدة لأن الظروف الدولية والإقليمية غير مهيأة"، مشيراً إلى أن التصعيد الحالي هو ردة فعل حول إطلاق الصواريخ ".
بينما رأى المحلل السياسي توفيق أبو شومر، أن الحكومة الصهيونية تواجه ضغوطا منذ انتهاء حرب الفرقان تجعلها تهرب من مواجهة حرب كبيرة كنظيرتها السابقة".
في حين يؤكد المحلل السياسي حسام عدوان، أن (إسرائيل) ستصعد عدوانها على غزة في الفترة القادمة لاستنزاف قوة المقاومة، ولكنها لن تشن حربا جديدة على القطاع وستكتفي بتوجيه ضربات وغارات لأهداف فلسطينية ".
وفي كلتا الحالتين (الحرب، التصعيد)، فإن المحلل السياسي هاني حبيب، يرى أن الفلسطينيين بحاجة إلى دراسة إمكانية المواجهة، "وهذا يتخطى حدود الاستعدادات العسكرية" كما يقول.
وأضاف حبيب " يجب أن يكون هناك استعداد نفسي، وتهيئة الجبهة الداخلية لمقاومة العدوان، وهذا يبدأ من إعداد الملاجئ ووضع خطط لتسيير أمور نتائج الحرب اليومية على المجتمع"، منتقدا مضاعفة الحديث عن نية الاحتلال شن حرب على غزة، دون العمل على التجهيز وإعداد العدة لها.
تسخين الأجواء
وفي وقت تزداد فيه وتيرة التصعيد في الأراضي الفلسطينية، نشر موقع ويكيليكس وثيقة تقول أن جهاز المخابرات الصهيونية يضع الفلسطينيين في المرتبة الرابعة على لائحة المخاطر التي تتهدد (إسرائيل) بعد كل من إيران وسوريا وحزب الله, ورغم ذلك قال رئيس المخابرات الصهيوني أن (إسرائيل) ينبغي أن تبقي جيشها في الضفة الغربية المحتلة، وأنها بحاجة لممارسات "أكثر قسوة" في غزة .
ويعمل قادة الاحتلال الصهيوني على تسخين الاجواء المتوترة أصلا مع قطاع غزة، بالتزامن مع التصعيد العسكري المتواصل منذ نحو شهر على القطاع، وخلف العشرات من الشهداء والجرحى.
وتأتي التهديدات الصهيونية الصادرة عن دوائر صنع القرار في "إسرائيل" بحق القطاع، مع حلول الذكرى الثانية للحرب على غزة، حيث يلمح قادة الاحتلال إلى قرب شن حرب جديدة على القطاع.
ورغم ممارسة الفصائل الفلسطينية لسياسة ضبط النفس إزاء الممارسات العدوانية الصهيونية بحق القطاع، إلا أن النائب الأول لرئيس وزراء حكومة الاحتلال سيلفان شالوم يزعم انه اذا ما استمر تصعيد الموقف على الحدود مع غزة "فليس من المستبعد ان يخوض جيش الدفاع عملية عسكرية جديدة تشبه عملية الرصاص المصبوب"، مدعيا انه ما من أحد معني بمثل هذا التطور.
في حين أن نائب وزير الحرب الصهيوني "متان فلنائي" قد أكد في وقت سابق على أن التطورات الأخيرة على الحدود الجنوبية (مع قطاع غزة) تشير إلى اقتراب حرب استنزاف خطيرة.
على اية حال فإن النتائج الأولية تشير الى أن التهديدات الصهيونية بشن عدوان واسع جديد على القطاع، يظل أمرا مستبعدا كما يقول المحللين السياسيين مع التأكيد على أن رفع الاحتلال لوتيرة الاستفزازات يهدف لإشعال شرارة الحرب.