بدأ موسم قطاف الزيتون هذا العام واعدا بخير وافر وزيت أكثر من العام الماضي، رغم ما صادره الاحتلال من أراض، وما اقتلعه من أشجار، فقد بدأ موسم قطف الزيتون مبكرا في الضفة الغربية والقدس، استباقا لهجمات المستوطنين.
وحاول الاحتلال منع أصحاب الأراضي من قطف ثمارهم حينما اعتقلت الشرطة (الإسرائيلية) بالأمس اثنين من المزارعين من بلدة سلوان بالقدس الشرقية خلال قطف ثمار الزيتون في أرض مهددة بالمصادرة.
في كل عام يحاول المستوطنون حرق الأشجار في موسم القطاف أو قلعها في موسم الغرس وفي هذا العام كانت التجاوزات أكبر حسب قول الصحافي أحمد جرادات في الضفة الغربية حيث جرف الاحتلال 155 دونماً من الأراضي.
ويوم الإثنين الماضي اعتدى مستوطنون على المزارعين أثناء قطفهم الزيتون، في منطقة خلة حسان، غرب سلفيت، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح وفق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
ويؤكد المركز أنه مع بداية موسم قطف الزيتون وكما يحدث كل عام، يعتدي المستوطنون يوميا على المزارعين، وأصحاب الأراضي ويسرقون محصولهم، فضلاً عن قطع الأشجار المثمرة.
وقد رصدت الهيئة الوطنية لمقاومة الاستيطان، في النصف الأول من هذا العام، تعرض ما مجموعه 577 شجرة للضرر والاقتلاع على أيدي المستعمرين من ضمنها 537 شجرة زيتون، وقد تركز جلّ هذه العمليات في محافظتي بيت لحم باقتلاع 300 شجرة، ومحافظة نابلس 200 شجرة.
وصادق "المجلس الأعلى للتخطيط" الاستعماري قبل ستة أشهر بشكل مبدئي؛ على بناء 4427 وحدة استعمارية في الضفة الغربية المحتلة. كما صادق على بناء 3988 وحدة، من بينها 2536 للمصادقة النهائية، وذلك ضمن 25 خطة بناء في العديد من المستعمرات المقامة على حساب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية.
ووفق بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد دمر الاحتلال أكثر من 9,300 شجرة في الضفة الغربية خلال فترة عام واحد (آب/أغسطس 2020 – آب/أغسطس 2021)، ويزيد هذا في تعقيد الوضع الصعب بالفعل ويعمّق الأزمة، إذ يتعيّن على المزارعين، الذين تقع حقولهم خلف الجدار الفاصل أو قرب المستوطنات، التقدُّم من أجل الحصول على تصاريح خاصة والتنسيق مسبقاً من أجل الوصول إلى أراضيهم.
وفي تقرير لمنظمة (بتسيلم) الحقوقية (الإسرائيلية) اعترفت باعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم القطاف، وقالت في تقريرها إن هذا العنف الممارس ضد أصحاب الأراضي والمزارعين هو طريقة (إسرائيل) لزيادة مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرتها في شتى أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وتشمل الهجمات التي يشنها المستوطنون الضرب ورشق الحجارة والتهديد والمضايقات وإتلاف الأشجار وسائر المزروعات وتخريب السيارات وإغلاق الطرق وحتى إطلاق الرصاص الحي، ما دفع الكثير من المواطنين إلى العزوف عن الذهاب لقطف ثمارهم هذا العام.
ومن بين هجمات المستوطنين التي وثقتها (بتسيلم) خلال موسم القطاف الأخير، 18 اعتداء جرت أثناء وجود جنود من قوات الاحتلال، وفي 10 منها شارك الجنود أنفسهم في الهجوم على الفلسطينيين مستخدمين الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المزارعين وإبعادهم عن أراضيهم.