قائمة الموقع

واشنطن: مسقط وصنعاء تؤرقان هيلاري كلينتون

2011-01-15T07:45:00+02:00

واشنطن – الرسالة نت

خمسة أيام أمضتها هيلاري كلينتون في الخليج رأت فيها «إشارات لمنطقة شرق أوسط جديد ومبتكر». محاولة لاستعادة بعض المصطلحات التي راجت أيام كوندوليزا رايس، تدرك الوزيرة الجديدة أنها باتت فارغة من المعنى. الصدام في المنطقة انتهى، في جولته الأخيرة، إلى غالب ومغلوب، واليوم يحصد الأطراف نتاج أعمالهم. صحيح أن الهامش لا يزال موجوداً لصراعات جانبية، أخرجت دبي من الحضن الإيراني. لكنها صراعات أقنعت دولاً أخرى، تتقدمها سلطنة عمان واليمن بأهمية إيران، بل هناك من يعمل على جعل الجمهورية الإسلامية «كوريدور (ممراً) تجارياً» يربط الخليج بآسيا الوسطى والقوقاز، وينشد تدخل أنقرة وطهران لموازنة النفوذ الأميركي

إيلي شلهوب

مصادر وثيقة الصلة بدوائر صنع القرار في إيران ترى في الجولة الخليجية لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطوة مدروسة للضغط على سلطنة عمان وتأديب نظام علي عبد الله صالح ومكافأة دبي وملاعبة قطر.

وتقول هذه المصادر إن «سلطنة عمان أدت تاريخياً دوراً مهماً جداً مع إيران. منذ اليوم الأول للثورة الإسلامية وهي (مسقط) ترفض رفضاً قاطعاً أن تكون سماؤها وأرضها وبحرها وعلاقاتها الخليجية والعربية والدولية سبباً لإيذاء إيران».

وتضيف: «شهيرة العبارة التي قالها (وزير الخارجية العماني) يوسف بن علوي لجريدة الحياة يوم أكد أنه: ليس لدينا أي قلق من إيران نووية وغير نووية. هذه كانت خطوة علنية. لكن في السر تفعل السلطنة أكثر من ذلك بكثير. على سبيل المثال، وفي أوج الحرب مع العراق، طلب (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) من مسقط السماح له بنصب رادار في منطقة على الأراضي العمانية في هرمز تسمح له بكشف كل إيران. رفض السلطان قابوس الطلب. ورفض كذلك العروض الأخيرة، التي قبلتها البحرين والكويت على سبيل المثال، بنشر بطاريات باتريوت على الأراضي العمانية».

وتستدل المصادر نفسها على عمق العلاقات بين الجانبين بثلاث زيارات قامت بها شخصيات إيرانية رفيعة المستوى للسلطنة خلال الأيام القليلة الماضية: مستشار المرشد علي خامنئي، غلام علي حداد عادل، الذي التقى في مسقط كلاً من السلطان قابوس ووزير الخارجية يوسف بن علوي ورئيس مجلس الشورى أحمد بن محمد العيسائي. ووزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار، الذي زار مسقط في 10 هذا الشهر. وهناك أيضاً المشاركة الإيرانية في المؤتمر الاقتصادي الخماسي في مسقط الذي ضم إلى إيران والسلطنة كلاً من قطر وأوزبكستان وتركمانستان.

وتفيد المعلومات بأن حداد عادل، في خلال لقائه بقابوس، نقل إليه تعهد المرشد علي خامنئي بتعزيز العلاقات مع سلطنة عمان، فكان رد السلطان بأن «الذين يخوفوننا بإيران هم مصدر الخوف والعلاقة مع إيران ثابتة وستزيد وتزيد وتزيد. طهران بالنسبة إلينا عامل استقرار في المنطقة».

وتقول مصادر معنية بملف العلاقات الإيرانية العمانية، كشفت عن مناورات مشتركة وشيكة في مضيق هرمز، إن «السلطان قابوس يعمل على بناء ميناء ضخم اسمه الضقم على حافة التقاء المحيط الهادئ ببحر العرب، بكلفة تبلغ 26 مليار دولار، على أن يُربَط بسكك حديد تصل إلى ميناء صحار على الخليج الفارسي، وهذا الميناء مرتبط بميناء بندر عباس الذي يفتح الطرق إلى آسيا الوسطى والقوقاز ما يضمن عملية النقل ذهاباً وإياباً».

وتضيف أن الاجتماع الخماسي الذي عُقد في مسقط على مستوى الخبراء بحث هذا المشروع على أن يليه اجتماعان على مستوى وزراء الخارجية في طشقند وعشق أباد للغاية نفسها، مشيرة إلى أن الجانبين الإيراني والعماني قد اتفقا على تسيير رحلات جوية مباشرة بين مسقط وطهران بدءاً من آذار المقبل.

وفي ما يتعلق بزيارة كلينتون المفاجئة لصنعاء، تقول المصادر نفسها إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «يشعر بأن السعوديين خذلوه والأميركيين يحرضون عليه كدولة فاشلة لكي يستولوا على البلد والنظام. هو يريد الاستعانة بالقطري والعماني لتوسيع دائرة تحالفاته لتضم التركي والإيراني بهدف إجراء موازنة في الخليج تمنع أميركا من تدويل الأزمة اليمنية والاستيلاء على باب المندب وخليج عدن».

وتشير هذه المصادر إلى زيارة وشيكة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لصنعاء، وإلى زيارة نائب الرئيس الإيراني حميد بقائي الشهر الماضي لصنعاء حيث مكث ثلاثة أيام في زيارة كانت الأولى لمسؤول إيراني رفيع المستوى لليمن منذ توتر العلاقات بين الجانبين على خلفية اتهامات السلطات اليمنية لمراجع إيرانية ووسائل إعلام رسمية بمساندة الحوثيين في تمردهم على السلطة اليمنية.

وتقول المصادر الإيرانية إن بقائي سلم صالح رسالة من الرئيس محمود أحمدي نجاد، وأنهما اتفقا على «تعزيز التعاون وفتح صفحة جديد في العلاقات بين الجانبين».

وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي قد التقى مع وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي، على هامش مؤتمر الأمن الإقليمي الذي عقد في تشرين الثاني في المنامة.

وتضيف المصادر نفسها أن «مرور كلينتون بصنعاء وعقدها لقاءات مع المعارضة اليمنية ما هي إلا رسالة للرئيس صالح تظهر له الخيارات الأميركية الأخرى إذا مضى في طريق التقارب مع إيران».

أما في ما يتعلق بزيارة كلينتون لقطر، فكانت للمشاركة في منتدى المستقبل الذي أسس في عهد جورج بوش لنشر الإصلاحات والديموقراطية في العالم العربي. وتعترف المصادر الإيرانية بما سربه موقع ويكيليكس عن القيادة القطرية في شأن «التكاذب المشترك» بين الجانبين، مشيراً إلى أن «هذا مقبول في الدبلوماسية». وتضيف: «مع ذلك، علاقتنا مع قطر جيدة، ونجري معاً مناورات مشتركة، وهناك اتفاقات أمنية. قطر تمارس التهدئة، وهي تبحث عن دور تجده تارة معنا وتارة أخرى مع الأميركيين. هي ليست في أحضاننا ولا في أحضانهم، ولا تعادينا ولا تعاديهم. تستفيد من موقعها ونقاط قوتها لمصالحها الخاصة. وهي في ذلك أفضل من السعودية التي إما ترتمي في الأحضان وتتجوز، أو تطلق وتعادي».

وكانت كلينتون قد دعت في قطر إلى إصلاح المؤسسات الفاسدة، ورأت أنه «إذا لم يقدم الزعماء رؤية إيجابية ويمنحوا الشبان سبلاً ذات معنى للمساهمة، فإن آخرين سيملأون هذا الفراغ. عناصر متطرفة. جماعات إرهابية وغيرها، التي تستغل اليأس والفقر الموجودين بالفعل... وتتنافس على النفوذ».

تبقى الإمارات، التي زارت كلينتون فيها إمارتي أبو ظبي ودبي، والكويت «لتهنئتها على خروجها من التحالف مع إيران وركوب موجة العقوبات الغربية» على ما أفادت المصادر الإيرانية.

 

اخبار ذات صلة