"عرين الأسود" الاسم الأكثر تداولا بين الفلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، وبمجرد الحديث عنهم يتبادر إلى ذهنك شبان لا يهابون الموت، يسيرون وفق خطوات ثابتة ممنهجة تضرب عمق الاحتلال (الإسرائيلي)، ردًا على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
التنظيم -حديث النشأة بالضفة الغربية- كان الشغل الشاغل لوسائل الإعلام العبرية، ولقادة السلطة على حد سواء ما حدا بالأخيرة إلى نقل رسالة لهم من الاحتلال مفادها أن نشطاء المنظمة هدف (لإسرائيل)، وأنهم إذا لم يتوقفوا عن "أعمالهم" فسوف يتعرضون للاغتيالات.
وفي ذات السياق أكدت الكاتبة والناشطة السياسية لمى خاطر، أن مجموعات عرين الأسود تربك الاحتلال وأجهزة أمن السلطة؛ لمساهمتها في تصعيد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت خاطر خلال حديثها لـ "الرسالة نت" "إن "عرين الأسود" تتعرض لمهاجمات مستمرة من أجهزة أمن السلطة لاحتوائها أو تحييدها لكنها فشلت".
وأضافت "أن الاحتلال يحاول الحد من فعل "عرين الأسود" بالاعتقالات أو الاغتيالات ولكنه يواجه أزمة في التعامل معها ويخشى من امتدادها".
وأوضحت أن "عرين الأسود" استطاعت أن تتجاوز كل التحديات الميدانية التي تمارسها السلطة والاحتلال في الضفة الغربية المحتلة لمنع تصاعد المقاومة.
وبيّنت خاطر أن مجموعات "عرين الأسود" أصبحت وجهة للشباب الفلسطيني الذي ينتهج طريق المقاومة.
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني أمام حالة مقاومة منضبطة تسير وفق خطوات واضحة تجمع ما بين الشجاعة والحس الأمني وضبط البوصلة تجاه الاحتلال.
ولفتت إلى أن المجموعة تحظى بحاضنة شعبية كبيرة، موضحةً أنها تنفذ أعمال مقاومة حقيقية تضرب عمق الاحتلال (الإسرائيلي).
ووصفت خاطر "عرين الأسود" بأنها من أكثر الظواهر الوطنية الجامعة للكل الفلسطيني.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل مصطفى الصواف، أن ظاهرة مجموعة "عرين الأسود" بدأت تترسخ في الضفة الغربية.
وقال الصواف خلال حديثه لـ "الرسالة نت": إن "عرين الأسود" تعمل بشكل منظم من النواحي الأمنية والعسكرية وهذا سبب نجاحها".
وأضاف "الاحتلال (الإسرائيلي) يخشى من تصاعد المقاومة عبر مجموعات "عرين الأسود" في الضفة الغربية المحتلة وتوسع رقعتها"، موضحا أن الاحتلال يدرك بأن وحدة المقاومة الفلسطينية تضرب عمقه.
وأشار إلى أن أجهزة أمن السلطة لم يعد بإمكانها السيطرة على مجموعة "عرين الأسود" والحد من فعلها المقاوم.
ومجموعة "عرين الأسود" تضم مقاومين اتخذوا من البلدة القديمة بنابلس مقرا لهم، وأخذوا على عاتقهم مقاومة الاحتلال.
ومؤخراً نفذت المجموعة عدة عمليات أوقعت قتلى وإصابات في صفوف قوات الاحتلال (الإسرائيلي).
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث رصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” (833) عملا مقاوما، أدت لمقتل (إسرائيلي) واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.
وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس على التوالي.