قال مراسل الجزيرة إن العاصمة الأوكرانية كييف تتعرض صباح اليوم الاثنين لقصف روسي بطائرات "مسيرة انتحارية"، وجاء القصف بعد ساعات من قصف أوكراني استهدف مدينة بيلغورود الروسية الحدودية مساء أمس الأحد.
وجددت سلطات كييف التحذير من استمرار الغارات على المدينة، وطلبت من المدنيين البقاء في الملاجئ.
وأفاد مراسل الجزيرة في كييف حافظ مريبح بأن عدة غارات استهدفت مبنى شركة الكهرباء الذي كان خاليا من الموظفين وقت القصف.
وقال عمدة مدينة كييف فيتالي كليتشكو إن انفجارين هزا وسط العاصمة كييف في منطقة شفشنكيفسكي، وأسفرا عن تدمير مبان رئاسية وسكنية.
من جانبه، أكد واندري يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أن كييف استُهدفت بمسيّرات انتحارية، داعيا الغرب إلى تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي في أسرع وقت ممكن.
بدوره، قال مسؤول أوكراني محلي إن حريقا هائلا اندلع اليوم الاثنين في منشأة للطاقة في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط) بعد قصفها بصاروخ روسي.
وأضاف حاكم المنطقة فالنتين ريزنيشنكو -على تطبيق تليغرام- أن "قوات دفاعنا الجوي دمرت 3 صواريخ معادية"، وأصاب صاروخ واحد منشأة للطاقة وتسبب في اندلاع حريق كبير.
وأكد الحاكم الأوكراني لمقاطعة زاباروجيا (جنوب) تجدد قصف القوات الروسية على وسط مدينة زاباروجيا.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها مستمرة في استهداف مواقع القيادية العسكرية الأوكرانية وأنظمة الطاقة في البلاد.
وقال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فيشيسلاف غلادكوف إن 3 أشخاص أصيبوا في قصف أوكراني أمس الأحد على المقاطعة الحدودية القريبة من مدينة خاركيف (شرقي أوكرانيا).
وأضاف غلادكوف أن الدفاعات الجوية الروسية تصدت لهجوم صاروخي أوكراني كبير استهدف مطار المقاطعة، وأسقطت 10 صواريخ، وأن صاروخين سقطا في محيط المطار.
وقالت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية إن منظومات الدفاع الجوي الروسية تصدت للصواريخ الأوكرانية، وسُمعت أصوات 16 انفجارا على الأقل.
ويأتي القصف -الذي لا يعدّ الأول الذي تتعرض له بيلغورود- بعد ساعات من مقتل 11 شخصا وإصابة 15 آخرين في هجوم على ساحة للتدريب العسكري بالمقاطعة.
ونددت السلطات المحلية مرارا هذا الأسبوع بالضربات التي يشنها الجيش الأوكراني على مدينة بيلغورود والمناطق المجاورة التي شهدت عدة ضربات مماثلة في الأيام الأخيرة؛ في تصعيد عسكري أوكراني "لافت".
وشكلت بيلغورود معبرا رئيسيا لإمداد القوات الروسية في بدايات حرب روسيا على أوكرانيا المستمرة منذ 8 أشهر، ويشير استهدافها الجديد تساؤلات بشأن حسابات كييف ورهانات موسكو في المقابل.
وتشهد مدينة دونيتسك (جنوب شرق) الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا قصفا أوكرانيا مكثفا منذ الصباح.
وأشارت سلطات الانفصاليين الموالين لروسيا أمس الأحد إلى أن قصفا أوكرانيا طال مبنى إداريا في قلب المدينة بـ3 صواريخ من طراز "هايمارس" الأميركية؛ مما تسبب في إصابة مدنيين بجروح وإلحاق أضرار جسيمة بالمبنى الإداري.
من جهة أخرى، قالت روسيا إنها صدّت تقدم القوات الأوكرانية في مقاطعات دونيتسك وخيرسون وميكولايف (جنوب)، ودمّرت عدة مستودعات ذخيرة للجيش الأوكراني.
وقال مراسل الجزيرة في مدينة كراماتورسك (شرق) إن انفجارات وقعت في أطراف المدينة، وفي بلدة كونستانتينيفكا (شرقي أوكرانيا)، كما أفاد مراسل الجزيرة باستمرار القتال في محور باخموت وسوليدار في إقليم دونباس.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها تصدت للهجمات الروسية في هذا المحور وأفشلت محاولة التقدم.
وفي بيلاروسيا المجاورة، قالت وزارة الدفاع إن الجنود الروس -الذين سيشاركون في القوة العسكرية المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا- بدؤوا الوصول إلى البلاد.
ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن متحدث باسم وزارة الدفاع في مينسك قوله إن طلائع الجنود الروس وصلت إلى بيلاروسيا، وستستغرق عملية النقل عدة أيام، وسيصل العدد الإجمالي إلى نحو 9 آلاف عنصر.
وشكلت البلاد وحدات للدفاع المدني يمكن استدعاؤها مع الجيش "للدفاع عن الوطن الأم"، حسب ما قاله قائد الدفاع المدني في البلاد فاديم سينيافسكي للتلفزيون الرسمي أمس الأحد.
وقال سينيافسكي "تلقينا جميع الأسلحة التي كان من المفترض أن نحصل عليها من وزارة الدفاع"، مشيرا إلى أن هناك نحو 5 آلاف منشأة تحت الأرض يمكن استخدامها ملاجئ للقنابل في بيلاروسيا.
وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أعلن الاثنين الماضي أنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تشكيل هذه القوة، في ضوء ما سماه استفزازات تخطط لها دول في الجوار.
وأعلن حرس الحدود البيلاروسي أنه عزز وحداته على الحدود "بسبب نشاط الاستطلاع المتزايد في أوكرانيا".
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمنيين أميركيين أن إيران تستعد لزيادة إمداداتها من الأسلحة الثقيلة سرا إلى روسيا، بما في ذلك إرسال صواريخ أرض-أرض لأول مرة، بالإضافة إلى مسيرات جوية هجومية.
وأوضحت الصحيفة عن مصادر أميركية وحليفة أن طهران سترسل إلى موسكو نوعين من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والمتوسطة.
وكشفت واشنطن بوست عن أن الشحنة الإيرانية الأولى تتضمن صواريخ أرض-أرض من طرازي "الفاتح 110" و"ذو الفقار"، ويتراوح مدى هذه الصواريخ الباليستية الإيرانية بين 300 و700 كيلومتر.
ووفقا لواشنطن بوست، فإن طهران سترسل لموسكو عشرات المسيرات من طرازي "مهاجر-6" و"شاهد-136″، وبعضها مخصص لمهام انتحارية.
وأشارت إلى زيارة خبراء وتقنيين إيرانيين لمراكز القيادة والتحكم الروسية لتوفير التوجيهات والإرشادات بشأن توجيه المسيرات.
وفي أوروبا، يبدأ حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الاثنين مناوراته النووية السنوية (ستدفاست نوون)، بمشاركة عشرات الطائرات فوق شمال أوروبا وغربها. وفي مقابل ذلك، تستعد روسيا هي الأخرى لإجراء تدريباتها النووية بشكل متزامن مع المناورات الأطلسية أو بعدها مباشرة.
وحسب الموقع الإلكتروني للحلف، فإن القوات الجوية للناتو ستبدأ اليوم الاثنين مناورات "الردع النووي" بمشاركة 14 دولة ونحو 60 طائرة من مختلف الطرازات، بما فيها مقاتلات من الجيلين الرابع والخامس.
وذكر الموقع أن المناورات ستستمر حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهي تدريبات روتينية متكررة ولا علاقة لها بأي من الأحداث العالمية الحالية.
وستجري التدريبات فوق سماء بلجيكا التي تستضيف المناورات، وفوق بحر الشمال والمملكة المتحدة، حسب المصدر ذاته الذي أكد أنه لن يتم استخدام أسلحة حية خلال المناورات.
ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الاثنين للتوقيع على مهمة لتدريب 15 ألف جندي أوكراني، ومن المرجح تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والمالية.
وكان سفراء الاتحاد الأوروبي دعموا بالفعل الجمعة الماضي مهمة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي لتدريب الجنود الأوكرانيين، ومن المتوقع أن يوافق الوزراء رسميا على المبادرة.
ومن المقرر أيضا أن يدعم وزراء خارجية دول الاتحاد تقديم 500 مليون يورو إضافية في صورة مساعدات عسكرية لكييف، وبذلك يصل المبلغ الإجمالي المخصص منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي إلى 3.1 مليارات يورو.
المصدر : الجزيرة + وكالات