يدخل حصار مدينة نابلس وبعض البلدات المحيطة بها، أسبوعه الثاني على التوالي، والذي فرضه جيش الاحتلال (الإسرائيلي) على المدينة إذ أغلق الطرق الرئيسية بمكعبات إسمنتية وسواتر ترابية بهدف عزلها عن باقي المناطق.
ويزعم جيش الاحتلال أن هذا الحصار جاء رداً على سلسلة من العمليات التي كان آخرها مقتل أحد جنوده على حاجز شمالي المدينة، وفي ظل تهديدات مجموعات عرين الأسود وتوعدهم بتنفيذ المزيد من العمليات ضد الاحتلال.
ويحاول الاحتلال من خلال هذا الحصار تضييق الخناق على السكان من خلال ممارسة سياسة العقاب الجماعي؛ بهدف الضغط عليهم وعلى المقاومة المتصاعدة في المدينة من ناحية، والإضرار بالوضع الاقتصادي من ناحية أخرى.
وعلى ضوء ما سبق، جاءت دعوات نشطاء للتسوق ودعم اقتصاد المدينة في ظل الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليها؛ لإفشال محاولات الاحتلال للنيل من مقاومتها.
وغرد الناشط الشبابي عبد الله شتات على صفحته بالفيسبوك قائلا: "من اليوم وطالع كل أغراض البيت رح أشتريها من نابلس، وبالتحديد من تجار البلدة القديمة، الأصل أن يتكاتف الجميع لدعمهم".
وتقول الناشطة إيمان بارود عن حصار المدينة "رغم الاقتحامات والاشتباكات وحصار نابلس، رأس العرين لا يُقطع، وهامة الكتيبة لا تنحني".
ويؤكد الناشط الشبابي وعضو لجنة مقاومة الجدار بنابلس يوسف ديرية، أن الاحتلال يهدف من هذا الحصار وسياسة العقاب الجماعي تدمير اقتصاد المدينة والضغط عليها.
ويضيف ديرية في حديثه لـ "الرسالة" أن الاحتلال يمارس الضغط النفسي والاقتصادي على السكان، تحت ذريعة وجود نية لتنفيذ عمليات ضده وتهديدات مجموعات عرين الأسود، في محاولة لزيادة الضغط والتأثير على المقاومة.
ودعا جميع أهالي المدن الأخرى وفلسطينيي الداخل المحتل إلى تعزيز صمودهم من خلال المساهمة في دعم اقتصاد نابلس والوصول لها عبر الطرق الجانبية المعروفة.
ويشير ديرية إلى أن إجراءات الاحتلال لن يكتب لها النجاح وستفشل كما فشلت قبل عشرين عاما عندما فرض الجيش حصارا خانقا على المدينة.
ويرى المتحدث باسم غرفة تجارة نابلس ياسين دويكات، أن ما يجري من حصار للمدينة وإغلاق للطرق الرئيسية فيها يهدف إلى القضاء على ما تبقى من أنشطة اقتصادية وتجارية فيها.
ويضيف دويكات في حديث صحفي أن "حالة الخوف والقلق التي تثيرها التهديدات المستمرة في إعلام الاحتلال باجتياح واسع، خصوصا لنابلس وجنين، أثرت إلى حد كبير على حركة التجارة، وباتت تخلو من المتسوقين، ليس فقط من فلسطينيي الداخل المحتل، وإنما أيضا من سكان القرى والبلدات في المحافظة نفسها".
ويوضح أن نابلس كانت تعاني وضعا اقتصاديا صعبا قبل إجراءات الاحتلال الأخيرة، إذ ما زالت كباقي الأرض الفلسطينية تعاني تداعيات جائحة كورونا، والوضع المالي والاقتصادي المتردي نتيجة عوامل داخلية وخارجية.
ويبين أنه حتى قبل الإجراءات الأخيرة لسلطات الاحتلال، كان النشاط الاقتصادي بحدوده الدنيا، بما لا يزيد عن 40%، والآن، حتى هذه النسبة لم تعد متاحة، لافتا إلى أن إغلاق مداخل المدينة بالسواتر الترابية والمكعبات الأسمنتية يؤشر إلى حصار طويل.