بعد قطاع غزة "تزن" اليوم طائرة الاستطلاع في سماء نابلس وشعفاط ليل نهار لتساعد قوات الاحتلال في تتبع خطى الشهداء، حسب ما نشر الإعلام العبري من فيديوهات تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
يحاصر الاحتلال نابلس لليوم التاسع على التوالي، فمنذ الأربعاء الماضي والجيش يغلق الطرق منذ إعلان أهالي المدينة عصيانهم المدني.
وعلى ما يبدو أن الأوضاع في الضفة قد وصلت إلى مرحلة فقدان السيطرة وخاصة في نابلس وكأن أمنية الشهيد إبراهيم النابلسي تتحقق "بدي الناس يصحوا" وهذا حال المدينة الآن، فإذا أدرنا العدسة باتجاه ساحاتها القديمة سنجد الناس هناك يدفعون الثمن. المقاهي، والمطاعم والفنادق القديمة التي كانت تعجب الزوار من فلسطيني الداخل المحتل والسواح كلها باتت فارغة.
الصحافي خالد البدير أخبر "الرسالة" أن المشهد مؤسف، وأن الاحتلال يستخدم التضييق على سكان المدينة لعلهم يكونون وسيلة ضغط توقف مخططات عرين الأسود التي أصبحت كابوسا يقلق الاحتلال، ولكنهم لا زالوا صامدين يدعمون العرين بكل نفس تتوق إلى التوحد والمقاومة.
يقول البديري إن نابلس محاصرة من الغرب بإغلاق مدخل بلدة دير شرف غربي المدينة بالسواتر الترابية، فيما أغلق الاحتلال كذلك حاجزي حوارة وعورتا جنوبا، وطريق المساكن شرقا، وشدد من إجراءاته على حاجز صرة وأغلق طريق تل، وعصيرة الشمالية باتجاه الناقورة، ونصب حواجز على مداخل سبسطية شمال غرب المحافظة، وعلى مدخل بيت فوريك شرقا.
ويلفت إلى أن الخروج عن طريق أحد هذه الحواجز يكلف المواطن ساعات طويلة من الانتظار حتى تدقق قوات الاحتلال في أوراقه الثبوتية، مبينا أن الحاجز المتاح هو صرة فقط، لزيادة الضغط على الناس.
الذهاب عبر الطرق الجبلية الوعرة الملتوية أصعب وأطول، وهذا جعل المواطن يعاني يوميا منذ تسعة أيام، وهناك حالة من التذبذب في فتح الحواجز، بل أصبحت تخضع لمزاجية الجنود على الحواجز.
انخفض تدفق البضائع والمواد الإنتاجية التي تورد من نابلس إلى مدن الضفة والداخل المحتل والتي كانت تخرج كل يوم، ولم يسمح لها بالخروج سوى مرتين منذ فرض الإغلاق.
وتصدّر نابلس الصابون والمطرزات والمنتجات الغذائية، ولكن حجم الصادرات الآن تقلص للنصف.
يحاول الاحتلال أن يحاصر المدينة منذ أن تبنت مجموعة "عرين الأسود"، مسؤولية إطلاق النار في العديد من المرات على دوريات الاحتلال لعرقلة اقتحاماتهم للمدن، وردا على اقتحامات المسجد الأقصى والمسيرات الاستفزازية للمستوطنين بالضفة الغربية، وقد حققت المجموعة عددا من الانتصارات وأصابت عددا من المقتحمين للمدينة.
ويرى البديري أن اقتحام مدينة نابلس حادث لا محالة وهذا توقع يتفق عليه جميع المواطنين، لأن الاحتلال يريد تحقيق أمنه بأي شكل، مستدركا: لكن نستطيع المراهنة على أهالي المدينة لأنهم ملتفون حول العرين.
ربما في الأيام القادمة سيشتعل الميدان أكثر في نابلس حسب توقعات المواطنين هناك، وستتنحى السلطة الفلسطينية جانبا لأن الكلمة أصبحت لشعب يقف بجانب مقاومة متوحدة، يتوق لها وينتظرها في الضفة الغربية منذ زمن طويل، شعب يبحث عن حياة حقيقية لكن يجب أن تكون قبل كل شيء حياة معجونة بالكرامة.