قائمة الموقع

عدنان الغول .. رجل التصنيع الأول

2022-10-21T11:38:00+03:00
غزة- الرسالة نت

يوافق اليوم الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال رائد التصنيع في كتائب القسام ورجله الأول الشهيد القائد عدنان الغول، واضع اللبنات الأولى للصناعات العسكرية القسامية، وصاحب السجل الكبير في ابتكار أسلحة المقاومة وتطويرها.

سجل الغول بدأ من القنبلة اليدوية، مرورًا بالعبوات والأحزمة الناسفة، وصولًا إلى الصواريخ التي بات اليوم سلاح المقاومة الاستراتيجي الذي يصل إلى كل بقعة من أرضنا المحتلة، ويردع المحتل ويفرض المعادلات.

ميلاده ونشأته

ولد الشهيد القائد عدنان محمود الغول في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في الرابع والعشرين من يوليو عام 1958م لعائلة مهجرة من قرية هربيا عام 1948، ودرس جزءًا من المرحلة الابتدائية في المخيم، لكنه أكمل البقية في مخيم النصيرات بعد انتقال عائلته إلى بلدة "المغراقة" وسط قطاع غزة.

بعد وفاة والده بعامين عام 1979، سافر الغول إلى إسبانيا لدراسة الكيمياء هناك، ولم يمكث سوى شهرين حتى عاد إلى أرض القطاع، وبعد فترة قصيرة تزوج وأنجب أربعة أبناء.

صقل الخبرات

مشوار القائد القسامي في التصنيع العسكري بدأ مبكرا، بحيث يوصف بأنه رجل سابق لعصره، ففي منتصف الثمانينيات قبل الانتفاضة الأولى، كان الشهيد أبو بلال قد أسس مجموعة عسكرية، واستولى على ذخائر من أحد مواقع العدو، واستصلح لغمًا قديمًا، وصنع بندقية محلية.

وما يلفت الانتباه إلى أن الشهيد الغول وفي ذلك الوقت صنّع عبوة ناسفة تنفجر باستخدام مؤقت مسبق، واستخدمها في تفجير موقع عسكري صهيوني على شاطئ المحافظة الوسطى.

وبعد تنفيذ مجموعة الغول عدة عمليات أبرزها اغتيال ضابط في الاستخبارات الصهيونية، كُشف أمر المجموعة وأصبح القائد الغول مطاردًا، ما اضطره إلى مغادرة غزة عام 1988م، متجهاً إلى سوريا حيث تعلم الكثير من علوم السلاح واستخداماته وكيفية تصنيعه هناك.

وحين عاد إلى غزة منتصف التسعينيات التقى بمهندس القسام الشهيد يحيى عياش، وتبادلا الخبرات، وصنعا معا صاعق الانفجار -المحفز لتفجير العبوات الناسفة- والذي ما زالت كتائب القسام تستخدمه إلى اليوم، كما أشرف القائد الغول على تصنيع العبوات المستخدمة في عمليات الثأر المقدس لاغتيال يحيى عياش.

أبرز الصناعات

بعد اندلاع انتفاضة الأقصى وضع القائد الغول اللبنة الأساسية لوحدة التصنيع العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والتي ما زالت تفاجئ العدو بإبداعها حتى بعد استشهاده، ومنذ مطلع الانتفاضة ابتكر الغول مع رفاقه أسلحة محلية غيرت من مسارات الصراع، ونجحت في فرض معادلات جديدة مع المحتل الغاصب.

القنبلة اليدوية

اتبع الاحتلال سياسة خبيثة، عبر توريد بعض القنابل والأسلحة المفخخة إلى قطاع غزة، حتى تصل إلى أيدي المجاهدين وتساهم في اغتيالهم، وتجنبًا لذلك طوّر الغول برفقة إخوانه في التصنيع نموذج قنبلة يدوية وأخضعها للتجربة، فحققت نجاحًا باهرًا، الأمر الذي دفع قيادة القسام إلى اعتماد المشروع وتصنيع 1000 قنبلة يدوية دفعة أولى.

أُدخل على النموذج الأول بعض التحسينات في عام 2002، واستمر في تصنيع ذلك النموذج إلى يومنا هذا.

مدفع الهاون وقذائفه

عكف القائد عدنان الغول منذ نهاية التسعينيات على تصنيع مدفع هاون ليتسنى لكتائب القسام أن تثخن في العدو دون أن يكون هناك حاجة للالتحام المباشر مع العدو، الأمر الذي يقلل من الخسائر في صفوف المجاهدين.

ومع بداية انتفاضة الأقصى كان الشهيد الغول قد تجاوز الكثير من العقبات في طريق تصنيع مدفع الهاون، ونجح في صناعة أول مدفع وقذائف هاون قسامية، ثم أشرف على تدريب عدد من المجاهدين على كيفية استخدام المدفع، وبدأ المجاهدون في استهداف المغتصبات ولم يتوقفوا، الأمر الذي جعل قادة العدو الصهيوني يسرعون في الانسحاب من قطاع غزة.

كما ساهم في تطوير صواريخ القسام، حيث استبدل طريق الإطلاق الأولى والتي كانت تتم عبر التوصيلات السلكية، بـطريقة جديدة يتم الإطلاق فيها عبر "مؤقت"، بحيث يمكن المجاهدين الابتعاد عن مكان الإطلاق وعدم تعريض أنفسهم للخطر.

قاذف الياسين

تلا ذلك، تطويره لعدة أسلحة مضادة للدروع كقذيفة الأنيرجا، وقاذف البنا، وقاذف البتار، وأهمها وأكثرها استخداما قاذف الياسين.

ويعد قاذف الياسين الذي جاءت فكرة تصنيع مقتبسة من القاذف الروسي P2 من أهم الأسلحة التي صنعها القائد الغول، وكان إنتاجه نقطة تحول جديدة في ميدان المواجهة، تمثّلت في أن يكون السلاح خفيف الوزن يسمح للمجاهدين بالمناورة والاشتباك مع الاحتلال.

واستخدم سلاح الياسين بكفاءة عالية في التصدي لتوغلات الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة، لكن الاستخدام الأهم كان في عملية الوهم المتبدد عام 2006، حيث استهدفت ناقلة الجند التي أسر منها الجندي جلعاد شاليط بقذيفة ياسين.

مواصلة الطريق

سنوات قليلة عاشها المهندس عدنان الغول قائدًا لوحدة التصنيع العسكري القسامي، لكنه كان سابقًا لعصره، قدم خلالها إنجازات كبيرة في مدة قياسية، أنارت بصائر المجاهدين في مواجهة العدو، واختصر بعمله وفكره مسافات طويلة أمام مجاهدي القسام، واستطاع أن يحقق العديد من الصناعات العسكرية، وترك من خلفها للمهندسين من بعده يكملون الطريق، ولا تزال بصماته حاضرة في كل صناعة جديدة.

تضحية متواصلة

كان القائد الغول نعم الرجل الصابر المحتسب، فلم يكن استشهاد نجليه ليثنيه عن الدرب، فقد ارتقى نجله البكر بلال في محاولة اغتياله في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 2001م.

فيما استشهد نجله الثاني محمد خلال اشتباك مع قوات( إسرائيلية) خاصة تسللت قرب منزل العائلة قتل خلاله جنديًا وأصاب آخر.

فيما تعرض أبو بلال إلى تسع محاولات اغتيال خلال سنوات جهاده، أصيب على إثرها بإصابات بالغة، وفقد عددًا من أصابعه في إحدى هذه المحاولات.

نصف المقاومة

وفي الحادي والعشرين من أكتوبر عام 2004م، اغتالت طائرات حربية صهيونية القائد عدنان الغول ورفيقه الشهيد القائد عماد عباس في مدينة غزة، وبعد اغتياله ادعى رئيس أركان جيش الاحتلال آنذاك موشيه يعالون أنه تم القضاء على نصف المقاومة الفلسطينية باغتيال الغول.

وفاء بالعهد

سارت كتائب القسام على عهد الغول، وفي لمسة وفاء من تلاميذه، كشفت خلال معركة العصف المأكول على قطاع غزة عام 2014 عن تمكن مجاهديها من صناعة بندقية قنص من عيار 14.5 ملم ذات مدى قاتل يصل 2 كلم.

أسمت القسام البندقية "غول" تيمنًا بالشهيد القائد عدنان الغول، ونشرت مقطعًا أظهر عمليات قنص مجموعة من الجنود في العدوان( الإسرائيلي) الأخير على قطاع غزة.

اخبار ذات صلة