أعلنت موسكو -اليوم الجمعة- أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي لويد أوستن، في وقت احتدمت فيه المعارك في خيرسون جنوب شرقي أوكرانيا وقد أعلنت كييف تحقيق تقدم ميداني لافت.
وقالت وكالة الإعلام الروسية أن الوزيرين شويغو وأوستن ناقشا -خلال الاتصال الهاتفي- قضايا الأمن الدولي وأوكرانيا.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير أوستن شدد -في مكالمته مع نظيره الروسي- على أهمية الحفاظ على خطوط الاتصال في ظل الحرب ضد أوكرانيا.
وتعود آخر محادثة بين شويغو وأوستن منذ بداية الصراع، إلى 13 مايو/ أيار الماضي قبل أيام على المحادثة الهاتفية بين رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ونظيره الأميركي مارك ميلي في 19 من الشهر نفسه.
وواصلت العلاقات بين موسكو وواشنطن تدهورها منذ بداية الهجوم الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، بعدما كانت في أدنى مستوياتها خلال السنوات الأخيرة وسط اتهامات بالتدخل في الانتخابات والتجسس وطرد دبلوماسيين.
وتنتقد روسيا بشكل خاص المساعدة العسكرية والمالية الأميركية الكبيرة لأوكرانيا، متهمة الولايات المتحدة بالسعي لإطالة أمد الصراع.
ويأتي هذا التطور اللافت تزامنا مع احتدام المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني، في الجبهتين الشرقية والجنوبية، وتحديدا خيرسون.
معارك خيرسون
وأعلنت أوكرانيا اليوم الجمعة أنها استعادت 88 بلدة من القوات الروسية في منطقة خيرسون بجنوب البلاد فيما قامت السلطات المحليّة الموالية لروسيا بإجلاء آلاف المدنيين في ظل تقدم قوات كييف.
وكتب كيريلو تيموشينكو مستشار الرئيس الأوكراني عبر تطبيق تيلغرام "منطقة خيرسون: تمت استعادة 88 بلدة". وكانت كييف قد أعلنت في حصيلة سابقة في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أنها استعادت 75 بلدة وقرية.
وتتهم موسكو كييف بتعمد استهداف عمليات الإجلاء للمدنيين من خيرسون، الأمر الذي ينفيه الجيش الأوكراني ويؤكد أنه يصد محاولات تقدم للقوات الروسية بالمقاطعة الجنوبية.
وقالت قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني إن قواتها صدت 3 محاولات هجوم للقوات الروسية، في بيريسلاف بمقاطعة خيرسون.
وأضافت أن القوات الروسية قصفت خطوط التماس في الجبهة، كما أشارت قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني إلى أن قواتها شنت 7 غارات على تجمعات القوات الروسية ومواقع الدفاع الجوي أسفرت عن خسائر بمستودعات الذخيرة وعدد من الآليات والمعدات العسكرية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط هجمات للقوات الأوكرانية في خيرسون، والقضاء على 120 عسكريا أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن قوات بلاده دمرت مخزنا لمعدات عسكرية أجنبية الصنع بخيرسون، كما أحبطت هجوما ومحاولات عبور للقوات الأوكرانية في زاباروجيا وخيرسون.
من جهته، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن 4 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون، بينهم صحفيون، في قصف صاروخي على معبر مدني بالمقاطعة.
الجبهة الجنوبية
وفي التفاصيل الميدانية للحرب على الخريطة، تواصلت عمليات القصف البري والجوي حيث تواصل القوات الروسية شن هجمات على مرافق الطاقة والدفاع والقيادة العسكرية والاتصالات في أنحاء أوكرانيا.
وفي الجبهة الجنوبية، اشتدت المعارك الطاحنة في زاباروجيا في ظل تحذيرات أوكرانية من تفجير روسيا سد "كاخوفكا".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ستريموسوف قوله اليوم الجمعة إن مزاعم كييف عن أن روسيا بدأت في تلغيم سد كاخوفكا "كاذبة".
ونقلت الوكالة عن ستريموسوف نفيه، تصريحات أدلى بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن موسكو تعتزم نسف السد لغمر أجزاء من خيرسون بالمياه بعد تعرض قواتها هناك لضغوط في ظل ما وصفها بالنجاحات الأوكرانية.
من جانبه، أعلن عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا الموالي لروسيا فلاديمير روغوف أن قصفا أوكرانيا استهدف معبرا مع خيرسون، مما أدى إلى احتراق عدد من السيارات.
انفجارات في خاركيف
وفي الجبهة الشرقية، أشار مراسل الجزيرة إلى وقوع عدة انفجارات في مدينة خاركيف بعد قصف روسي. وأفاد المراسل بوقوع عدة انفجارات في المدينة صباح اليوم.
وقال حاكم مقاطعة خاركيف إن الهجمات الروسية أدت إلى إصابة 5 أشخاص، وإن الصواريخ استهدفت البنية التحتية الصناعية.
وفي الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف أن قصفا أوكرانيا استهدف اليوم بلدة موروم الحدودية مع مقاطعة خاركيف.
وأضاف هذا الحاكم أن القصف استهدف مدرسة وروضة للأطفال ومركزا ثقافيا وبيوتا سكنية، دون تسجيل خسائر بشرية.
المصدر : الجزيرة + وكالات