إن المتتبع لوثيقة حماس السياسية يرى أنها تؤمن أن العلاقة مع الدول نابعة من قيم الاحترام، كما أنها تدين أي طرف يدعم الكيان الصهيوني ويغطى على جرائمه وعدوانه، ومن هذه المنطلقات فإن النقاط المشتركة ووحدة الهدف والمصير والعدو المشترك لنا وهو العدو الصهيوني، حركة حماس باتت طرف مؤثر في المنطقة وتعمل لحماية البرنامج المقاوم وأن إعادة علاقاتها مع دولة سوريا يحمل رسائل جيوستراتيجية قوية في مواجهة الكيان الصهيوني وأدواته وكل من سار في فلكه، وهو ما ساهم في قرار عودة العلاقات مع دمشق فحماس حركة مؤسسات *وقرار العودة نابع من خلال مؤسساتها وهو ما يعكس فهم حقيقي للأولويات الاستراتيجية ووعي سياسي لدى الحركة بعد دراسة مستفيضة لهذا القرار*، إن انفتاح حماس في علاقاتها العلاقات العربية والإسلامية والدولية يأتي في إطار تحقيق حضور إقليمي ودولي أوسع و الزيارات التي قامت بها الحركة إلى روسيا وتركيا ولبنان والجزائر شاهد على ذلك.
لقد ترجمت عودة حماس الى دمشق باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد وفداً من الفصائل الفلسطينية ضم عضو المكتب السياسي لحماس د.خليل الحية ، ما يمثل انطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك في مواجهة التحديات واستئناف للعمل لخدمة المقاومة والشعب الفلسطيني ومواجهة البلطجة والهيمنة الأمريكية .
إن إعادة حركة حماس علاقتها مع سوريا هي الخطوة هامة جاءت ضمن أصول ثابتة من قلب المقاومة وان سوريا كانت ولا تزال من أبرز الداعمين لمقاومة الشعب الفلسطيني ومقاومته فلقد وفرت البيئة الحاضنة للعمل المقاوم في عدد من الأماكن في سوريا لتطوير العتاد العسكري وتدريب المجاهدين لمواجهة الاحتلال وفي هذا السياق نستحضر الشهداء جمعة الطحلة ومحمد الزواري وغيرهم الكثير من الأبطال الذين احتضنتهم الأراضي السورية، وأن هذا التطور يؤكد أن حماس في محور المقاومة، ما تحقق تمتين علاقة حماس بمكونات الأمة الإسلامية والعربية هو جزء من وعي حماس و أدبياتها و أن الخطوط العريضة للعلاقة مع سورية يأتي في إطار تعزيز المحور الداعم للقضية الفلسطينية (محور القدس) وأن سوريا في حالة مواجهة مستمرة مع الاحتلال ،و في ظل التغيرات الإقليمية والدولية والتضييق الذي تتعرض له الحركة في مناطق عدة من العالم.
ستبقى سوريا القلعة التي ترفض هيمنة الاحتلال في المنطقة وتدين كل أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني ومن هنا فان ازدهار العلاقة السورية مع حماس سيكون له انعكاسات فاعلة وقوية على العدو الصهيوني ، *ومن أبرز الرسائل الجيوستراتيجية هي أن محور المقاومة (محور القدس)على أتم الجهوزية لمواجهة أي تحركات صهيونية ويمثل عنصر قوة في أي معارك مستقبلية.*
ومن هذه الزاوية هناك تعزيز لمحور الممانعة مقابل محور التطبيع في ظل المتغيرات المتسارعة في المنطقة، أن ما قامت به إيران وحزب الله من تحرك لإعادة العلاقة بين حماس وسوريا يعكس رغبة واسعة ومقاصد حقيقية من محور القدس لفهم التحديات والواقع الجيواستراتيجي الذي يربط مكونات المحور وأهمية استمرارها في علاقات متقدمة وتحشيد القوى في مواجهة الكيان تمهيدا لمشروع العودة والتحرير.