نموذج يستحق التجربة

"ثورة تونس" .. أولى مفاجئات 2011

الجيش التونسي بعد ثورة شعبه ضد رئيسه المخلوع
الجيش التونسي بعد ثورة شعبه ضد رئيسه المخلوع

غزة – خاص الرسالة نت

ربما يحالف الفقراء والمضطهدين في العالم العربي الحظ مع مطلع العام 2011، أن يسجلوا في أجندتهم التي امتلأت بالظلم والفقر والمعاناة، يوماً حسناً نوعاً ما بأن هناك طاغية أزيل حكمه عن وجه الأرض بقوة عزيمة شعبه الذي رفض طغيانه .. هذا ما تمثل واقعاً ملموساً في تونس التي قرر شعبها أن يقود ثورة مستميتة حتى التحرر من حكم الطاغية الدكتاتور "زين العابدين بن علي" فكان لهم ذلك في يومٍ مشهود سيبقى شاهداً على مر التاريخ.

عودت الحياة !!

28 يوماً من الثورة التي أشعلها الشاب الجامعي العاطل عن العمل محمد بوعزيزي (26 عاماً) بجسده كانت كفيلة بإطاحة أحد أبشع أنظمة الدكتاتورية والطاغية والظلم في العالم، الثورة التي كانت كفيلةً أيضاً بعودة الحياة إلى الشعوب المظلومة والمضطهدة في البلاد العربية على وجه الخصوص.

هذا ما أكد عليه مثقفون فلسطينيون، بالقول: "دماء الشاب البوعزيزي الذي أشعل "ثورة تونس" أعاد الحياة إلى شعوب العرب التي ما زالت تئن تحت وطأة الطواغيت الذين نذروا أنفسهم لخدمة الاستعمار وقمع الشعوب".

وأضافوا في بيانٍ لهم تلقت "الرسالة نت" نسخة عنه،: "لم ينتصر البوعزيزي على طاغية عربي فحسب، بل أعاد بدمه الحياة للشعوب، فبالأمس كانت أمم تهزأ بالعرب، أما اليوم، وبفضلكم وتضحياتكم، تنبري الأقلام تمجيدا بهذا العربي الذي تنبئ ثورته بمسار تاريخي جديد".

وأضاف البيان: "الفضل لك يا تونس، الفضل لكم يا شهداء تونس الأبرار، الفضل لكم يا أهل تونس الأبطال، يا شبابها وشباتها ورجالها وحرائرها وكهولها. لقد صنعتم المجد لأنفسكم وأمتكم، وفتحتم بابا واسعا أمام العربي لكي ينهض ويثور ويطيح بهؤلاء الذين مرغوا أنف الأمة بالتراب وبددوا ثرواتها واغتالوا أبناءها".

هذا ما وقع فعلياً ولازالت تخشاه الأنظمة العربية والطواغيت التي تحكمها، فمنذ اللحظات الأولى لهروب زين العابدين بن علي من تونس مُعلنا انتهاء فترة حكمه وظلمه الطاغي، خرجت شعوب الأردن ومصر وبعض الشعوب الأخرى لتنادي بحقوقها من جديد بعد أن حركت ثورة تونس المستميتة الدماء في عروقهم من جديد.

هل تشكل تونس الشرارة ؟!

هذا ما أجاب عليه البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، مؤكداً أن تونس كسرت حاجز الخوف الذي ردع المواطن العربي طوال السنوات الماضية.

وقال قاسم في تصريحٍ خاص لـ"الرسالة نت" مساء السبت: "الآن الشعوب العربية تعلمت الدرس وبالتالي ستكون أكثر جرأة".

وأضاف: "كنا وكان الجميع يتوقع أن تبدأ هذه الثورة من مصر، إلا أن مصر سبقتها، وربما تكون مصر هي الدول الأكثر نصيباً الآن في ثورة مماثلة لثورة تونس".

وعزا المحلل السياسي ذلك بالقول، أن مصر أكثر البلاد العربية التي تشهد وضعاً سيئاً من الناحية السياسية والاجتماعية.

وعن إمكانية أن تنجر هذه الثورة إلى الضفة المحتلة، كون السلطة الحاكمة هناك تعد ضمن الأنظمة البوليسية، أكد قاسم أن هناك عدة عقبات تقف أمام تحقيق ذلك في الضفة، أبرزها أن الفصائل الفلسطينية لا توفر دعماً معنوياً للشعب للقيام بذلك، أما العقبة الثانية فتكمن في أن الشعب الفلسطيني يقع تحت الاحتلال فإذا ما فكر أحد بالقيام بمثل بثورة كهذه في الضفة فإن الاحتلال الصهيوني سيقوم بحماية السلطة الحاكمة.

الإعلام العبري يرشح دول جديدة

منذ صباح اليوم وفي عددها  ذكرت صحيفة "يديعوت احرانوت" العبرية، أن الشعوب العربية استيقظت على فرحة وخبر سعيد حينما علموا بهرب "بن علي" للمملكة العربية السعودية وسقوط نظامه التي استمر لمدة 23 عاما.

وقالت: "ما حصل في تونس قد يحصل مع العديد من ملوك العرب ورؤسائهم"، مشيرة الى أن موجة العصيان التونسية مرشحة للوصول إلى عدة دول عربية، يعيش الشعب فيها حالة من البطالة والفقر ونقص الحريات.

فيما رشحت الصحيفة، مصر لتكون أولى هذه الدول المعرضة للانهيار في هذه الأثناء، وقالت: "لقد بلغ الرئيس حسني مبارك من العمر والحكم عتيا، ناهيك عن شبح البطالة الذي يخيم على المواطنين والفقر والجوع".

 

البث المباشر