تواصل سلطات الاحتلال العمل بكل قوة لطمس الصوت الصحفي الفلسطيني، ومحاربة المحتوى الصادر عنهم لنقل قضيتهم العادلة.
ويواصل اللوبي الصهيوني العمل على قطع أرزاق الصحفيين وفصلهم من عملهم عبر خطابات للمؤسسات الدولية التي غالبا ما تكون منحازة لدولة الاحتلال.
وخلال العام الجاري، فُصل عدد من الصحفيين من أعمالهم بحجة "معاداة السامية" في ظل تحرك كبير من مؤسسات داعمة للاحتلال ضد هؤلاء الصحفيين دوليا.
** حملة ممنهجة
ونهاية الأسبوع الماضي، أعلنت مؤسسة تومسون رويترز عن سحب جائزة "كورت شورك" من الصحفية الفلسطينية شذى حماد، بعد أيام قليلة من منحها إياها، بعد تحريض (إسرائيلي) ضدها بدعوى معاداة السامية.
وأصدرت مؤسسة تومسون رويترز في لندن بيانا، أعلنت فيه عن سحب الجائزة من الصحفية الفلسطينية عن فئة "المراسل المحلي".
وجاء في البيان: "اتخذت مؤسسة طومسون رويترز وصندوق كورت شورك التذكاري اليوم القرار الصعب، بسحب جائزة الصحافة الممنوحة للصحافية شذى حماد".
وكانت حمّاد قد أهدت الجائزة عند الإعلان عن فوزها للأسرى الفلسطينيين، وللصحفيين الذين استشهدوا برصاص الاحتلال، وآخرهم مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وقالت المؤسسة إنه تم اتخاذ القرار في أعقاب اكتشاف منشور على وسائل التواصل الاجتماعي على حساب حماد في فيسبوك، يوحي بتأييد "أيديولوجية هتلر"، في عام 2014.
وعقّبت الصحافية حماد على قرار سحب الجائزة، بأنها لم تخسر الجائزة، وكسبت محبة وثقة الجميع وأنها ستبقى مناصرة للقضية الفلسطينية العادلة.
وقال حماد في حديث لـ "الرسالة نت": "عملت دوما بمهنية عالية، لم أُسلم أي مادة صحفية إلا وقد استوفت شروطها المهنية، وذلك وفاء للإنسان الفلسطيني وصوته ومعاناته".
وفي تفاصيل فوزها بالجائزة، قالت الصحافية حماد، إنها تلقت الشهر الماضي مراسلة من مؤسسة "تومسون رويترز" تبلغها بالفوز بجائزة "كورت شورك" عن فئة الصحفي المحلي لعام 2022.
وأوضحت أنها كانت مستعدة للسفر، حيث كانت ستصل بريطانيا خلال الأسبوع الجاري للمشاركة في الحفل، قائلة: "لكن مؤسسة الضغط الصهيونية "Honest Reporting" المتخصصة بمراقبة الإعلام الدولي وخاصة الصحفيين الفلسطينيين العاملين فيه، حرضت عليّ، ونشرت مقالا تحريضياً تبعته حملة تشهير وتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، مطالبة بسحب الجائزة مني".
وأشار إلى أنه لم يمضِ يوم واحد على حملة التحريض إلا واتخذت المؤسسة قرارا بسحب الجائزة مني.
وأكدت حماد أن ما جرى معها جزء من حملات مستمرة تشن على الصحفي الفلسطيني العامل في الإعلام الدولي، بهدف عزله عن العالم ومنعه من نقل قضيته وصوت شعبه.
ولفتت إلى أن الحملات التحريضية أدت إلى فقدان الكثير من الصحفيين الفلسطينيين عملهم، "اليوم أنا تسحب مني هذه الجائزة، وقبلي زملاء فقدوا وظائف عملوا فيها لسنوات".
في حين، أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، محمد ياسين أن سحب مؤسسة "تومسون رويترز" جائزتها من الصحفية الفلسطينية شذى حماد يمثل خضوعا مرفوضا لابتزاز (إسرائيلي) رخيص، ومحاولة غير مقبولة للتساوق مع جهود الاحتلال لحجب الرواية الفلسطينية".
وعبّر ياسين في حديث لـ "الرسالة نت" عن إدانته لذلك، مطالبا مؤسسة تومسون رويترز بالحفاظ على تاريخها المهني العريق واحترام أخلاقيات المهنة والعدول عن قرارها الجائر.
ودعا الكل الوطني لمواجهة الاستهداف (الإسرائيلي) الجديد لفرسان الإعلام الفلسطيني العاملين في مجال الإعلام الدولي، "وعدم السماح له بالاستفراد بهم بأي حال، ويجب الوقوف صفًا واحدا لإسنادهم ودعمهم لأنهم صوتنا للعالم".