قائمة الموقع

الاحتلال يُدخل أدوات جديدة في محاربة عرين الأسود

2022-10-23T17:10:00+03:00
مكان اغتيال الشهيد تامر الكيلاني
الرسالة نت- محمد عطا الله

يبدو أن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) انتقل إلى مرحلة جديدة في مواجهة المقاومة المسلحة بالضفة، عبر الانتقال من الاقتحامات والاعتقالات إلى الاغتيال عن بُعد، في ظل ارتفاع تكلفة وصول الجيش إلى أزقة المخيمات بسبب المقاومة الضارية التي يواجهها من المقاومة.

واستشهد فجر الأحد، المقاوم تامر كيلاني، أحد قادة مجموعات "عرين الأسود" بانفجار عبوة ناسفة داخل بلدة نابلس القديمة.

ونعت "عرين الأسود" في بيان صادر عنها شهيدها الكيلاني واصفة إياه بانه من أشرس مقاتلي المجموعة، موضحةً أنه استشهد بانفجار عبوة "تي ان تي" لاصقة، بنفس طريقة اغتيال الشهيدين الناني جوابرة وباسم أبو سرية (مقاومان استشهدا بانفجارين منفصلين خلال انتفاضة الأقصى).

وكشفت أن الاحتلال وضع دراجة نارية في إحدى حارات نابلس، وأثناء مرور الشهيد كيلاني بجوارها تم تفجير الدراجة.

اللافت أن الاحتلال غيّر قواعد الاشتباك المعتادة في الضفة، وذهب إلى استخدام أساليب ووسائل جديدة في محاولة للقضاء على المقاومين بعد قرار استخدام الطائرات المسيرة ضمن الوسائل المتاحة للجيش، مما ينذر بدخول الصراع مرحلة جديدة.

وذكرت القناة 11 العبرية أن قادة الاحتلال والجيش قرروا شن حملة في محاولة للقضاء على مجموعات عرين الأسود التي باتت تسبب لهم صداعا كبيرا في الآونة الأخيرة، وخشية انتقالها إلى المناطق الفلسطينية الأخرى.

وتوضح القناة العبرية أن قرار الحملة ضد المجموعات اتخذ على أعلى مستوى بمشاركة رئيس الحكومة والشاباك ووزير الحرب وقادة المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، على أن تشمل الحملة عمليات مكثفة تتم بالتوازي وليس كما السابق محاولة اعتقال لأعضاء من المقاومة فقط.

مسار جديد

ويرى الصحفي والكاتب والمختص بالشأن السياسي علاء الريماوي، أن الاحتلال اتخذ قرارا بملاحقة مجموعات عرين الأسود بكل قوة، حتى وصل الأمر حد الاغتيال المباشر في السابق واليوم الاغتيال الجديد عن بعد.

ويبين الريماوي في حديثه لـ "الرسالة نت" أن ما جرى يؤكد أن الاحتلال فتح مسار عمليات الاغتيال بكل الأشكال سواء كان من خلال المطاردة الفعلية أو الاغتيال عبر الطائرة أو استخدام عملاء على الأرض، مما يشير إلى نيته مواصلة عملياته ضد قوى المقاومة واستهدافها بشتى الأدوات.

ويشير إلى أن الاحتلال يدرس شن عملية واسعة شمال الضفة عبر منهجية متدحرجة قد تبدأ بعمليات الاغتيال في محاولة للحد من تنامي المقاومة المسلحة.

ويلفت إلى أن الأسلوب الجديد ستتضح تفاصيله بشكل أوضح بعد بيان العرين التفصيلي لما جرى، كي تتكشف الأمور بشكل أوضح.

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور تيسير محيسن، أن المؤشرات الأولى تقول إن لجوء الاحتلال لهذا الأسلوب دليل على عجزه في إنهاء هذه الظاهرة -أي المقاومة المسلحة- ويسعى إلى الحد منها ومنع انتشارها لباقي المناطق المختلفة.

ويوضح محيسن في حديثه لـ "الرسالة" أن أسلوب الاقتحامات الجزئية في جنين ونابلس قد ينجح في اغتيال مقاومين أحيانا وفي أحيان كثيرة يعمل على تعزيز حضور المقاومة بشكل أكبر ويعاظم من حالة الالتفاف الجماهيري.

ويبين أن تعقيدات منطقة نابلس وعدد المقاومين الكبير فيها يشكل إزعاجا كبيرا للاحتلال مما دفعه لاستخدام أدوات غير تقليدية، وهو ما بدا في عملية الاغتيال الأخيرة.

ويشير محيسن إلى أن هذه الأدوات تعتبر غير مكلفة بالنسبة لجيش الاحتلال ولا تعرض جنوده للخطر في منطقة معقدة كالبلدة القديمة بنابلس.

ويلفت إلى أن تنامي ظاهرة المقاومة المسلحة في الضفة سيدفع الاحتلال إلى تطوير أدواته وتغييرها وقد يصل في الأيام المقبلة إلى استخدام الاغتيال عبر الطائرات المسيرة التي دخلت الخدمة للمراقبة وتتبع المقاومين في الضفة.

ويتوقع أن تتجه الأوضاع لمزيد من الصدام واتساع دائرة المواجهة بالضفة، بالتزامن سيبقى الاحتلال يستخدم أدوات ذكية وأساليب مباشرة وغير مباشرة لتصفية المقاومين، دون التوجه لعملية عسكرية كبيرة في ظل الوقت الحساس والضيق المتبقي لحكومة يائير لابيد والانتخابات (الإسرائيلية) المقبلة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00