يتنامى القلق في الأوساط (الإسرائيلية) من وحدة السايبر الخاصة في كتائب القسام التي أعلنت عنها المقاومة الأسبوع الماضي بعد عمل في الخفاء لمدة 8 سنوات.
ويتحدث الإعلام العبري عن حرب الأدمغة والتطور الكبير في كتائب القسام بهذا الجانب، متسائلا عن السبل لمواجهة هذا الجيش الذي يعمل عن بعد.
ووفق مختصين بالشأن الأمني والعسكري، فإن حرب الأدمغة والاختراقات تمثل حربا بحد ذاتها، ومواكبة كتائب القسام لها يدل على التطور الكبير والمنظم في عمل وحداته.
قلق الاحتلال
بدوره، أكد المختص في الشأن الأمني، اللواء يوسف الشرقاوي، أن القلق لدى قيادة الاحتلال يتنامى، وأعربت عن ذلك القلق في أكثر من مرة.
وقال الشرقاوي في حديث لـ "الرسالة نت" إن المقاومة في تطور مستمر، "وتهيئ نفسها على جميع الأوجه ولم تغفل العمل على الجانب الإلكتروني".
وأوضح أن العمل في السايبر يعتبر أحد المعارك والحروب التي لا يمكن لأي جيش أن يغفلها، لافتا إلى أن المستوى الأمني (الإسرائيلي) يواصل جهوده الحثيثة للحصول على معلومات مهمة حول القدرات الإلكترونية لحركة حماس، التي تستأنف عملها مجددا.
وبيّن أن (إسرائيل) لا تغفل أن "سايبر القسام" يعمل باستمرار على تطوير قدراته التقنية استعدادًا لجولة القتال القادمة الأمر الذي يؤدي إلى تعريض أمن (إسرائيل) للخطر.
في حين، أشاد المختص في الشأن الأمني، إسلام شهوان، بعمل وحدة السايبر في كتائب القسام، التي سجّلت آلاف الأهداف في مرمى الاحتلال خلال فترات قريبة.
وقال شهوان في حديث لـ "الرسالة نت": "حاولت سلطات الاحتلال إخفاء إنجازات وحدة السايبر القسامية خلال حرب سيف القدس، ولكن إعلان القسام عنها شكّل صدمة في الأوساط (الإسرائيلية)"، مؤكدا أن السايبر القسامي لديه من الهجمات المستقبلية ما يمكنه من توجيه ضربات كبيرة للاحتلال ومن الصعب مواجهتها.
ونوّه إلى ضرورة التحصين المستمر من الهجمات المضادة، "هو الأهم في هذه المرحلة ووحدة السايبر في كتائب القسام تعلم جيدا أن التعامل بحكمة مع هذه الهجمات يجب أن يكون بعدة طرق".
ولفت إلى أن إعلان كتائب القسام عن وحدة السايبر يهدف لإيصال عدة رسائل، أهمها، رفع معنويات الجبهة الداخلية بأن لديكم جيش يجب الاعتماد عليه.
وكذلك توجيه ضربة كبيرة لجيش الاحتلال وقيادته، وإرباكه في كيفية إخفاء هذه المعلومات التي باتت في أيدي كتائب القسام.
فضلا عن توجيه رسالة للمواطنين الفلسطينيين بضرورة الانتباه من هذا السلاح الفتاك عبر الإنترنت الذي قد يقع من خلال حصول الاحتلال على معلومات تضر بالمقاومة.
الإعلام العبري
وفي ردود فعل الإعلام العبري على وحدة السايبر القسامية، قال الضابط السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، يوني بن مناحيم، إن منظومة السايبر لدى حماس تتجهز للعمل ضد البنية الأمنية (الإسرائيلية) في الحرب القادمة، حيث يعمل نظامها السيبراني لاختراق أجهزة "الأندرويد" الخاصة بـ(الإسرائيليين).
وأضاف بن مناحيم أن نظام حماس السيبراني يشرف عليه سلسلة من المهندسين المحترفين، وتشمل إنجازاته تطوير النظام السيبراني وتطوير برمجيات للهجمات الإلكترونية.
ولفت إلى أنه من المهام التي نفذوها، قطع الكهرباء عن مستوطنات غلاف غزة، واستهداف العشرات من الخوادم والمواقع (الإسرائيلية)، والتسلل إلى الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لجنود الجيش (الإسرائيلي)، واختراق الكاميرات في المواقع العسكرية والأمنية، والتشويش على ترددات أجهزة اللاسلكي الخاصة بالجنود، واقتحام هاتف مدير الصناعات الفضائية، واختراق أجهزة الكمبيوتر لحافلات شركة "إيغد"، واختراق القنوات التلفزيونية (الإسرائيلية).
ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تبدي فيها (إسرائيل) قلقها من تنامي قدرات حماس السيبرانية على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن تزامن هذا التحذير مع فشل عملية ماليزيا التي تسلط مزيدا من الضوء على هذه القدرات.
كما تكشف أن حماس استثمرت خلال الأعوام الأخيرة الكثير من المقدرات المالية والمعدات لإقامة هذه المنظومة التقنية، في محاولة منها لجمع معلومات استخبارية عن الجيش (الإسرائيلي).