أكد المحلل العسكري لصحيفة"يديعوت أحرنوت" العبرية رون بن يشاي، خطورة مواقع التواصل الاجتماعي في إشعال الانتفاضة والثورة بوجه الاحتلال (الإسرائيلي) والتحريض على مقاومته من خلال ترميز الشهداء ومنفذي العمليات البطولية.
وقال بن يشاي إن "كل فلسطيني يُقتل يخلق أسطورة شهيد بطولي، تشعله مواقع التواصل الاجتماعي وتوزعه على مئات الأشخاص ويشاركه الآلاف من الشباب الغاضب، تصبح جنازته حدثًا جماهيريًا، يصبح جنبًا إلى جنب مع الهتاف على شبكات التواصل دافعًا قويًا يقود إلى تنفيذ عمليات".
وأشار إلى حالة خوف في (إسرائيل) بدأت بالفعل، والعمليات القادمة من جماعة "عرين الأسود" في نابلس وأزقة مخيم جنين للاجئين ستكون بمثابة إلهام ومصدر تقليد في مناطق أخرى من الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وكانت إذاعة جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، زعمت مؤخرا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي أغلقت حسابات مجموعات "عرين الأسود"، وذلك بناءً على طلب الاحتلال، لكن "عرين الأسود" نفت هذه المزاعم، وهي لا تملك سوى حساب على قناة تيلجرام، الذي رفضت إدارة التطبيق طلب الاحتلال إغلاقه، ووصل عدد المتابعين للحساب ما يقارب 200 ألف متابع، خاصة بعد حملة أطلقها نشطاء فلسطينيون لدعم الحساب.
ورأى بن يشاي أنه يمكن الافتراض أن اغتيال القائد في عرين الأسود تامر الكيلاني، هو بالفعل جزء من التكتيكات العملياتية الجديدة المستخدمة في أعقاب التوجيهات التي وافق عليها مجلس وزراء حكومة الاحتلال، لافتا إلى أن الهدف هو قمع موجة العمليات بحزم، ولكن بطريقة تمنع انتفاضة عامة في الضفة الغربية.
واعتبر أن الحاجة تزداد إلى تقوية السلطة الفلسطينية وأجهزتها، "لأنهم في إسرائيل قلقون، ليس فقط من موجة العمليات التي ينتجها “العصيان” في نابلس وجنين، بل من خطر استمرار العملية على الحكومة في رام الله، والتي يمكن أن تضعف، ثم تنهار فيما بعد".
وقال: "في الآونة الأخيرة، تعمق ضعف السلطة وأجهزتها على خلفية صراعات الخلافة التي كان من المفترض أن تبدأ فقط بعد خروج أبو مازن من المشهد، لكنها بدأت بالفعل".
وتابع أن "(إسرائيل) تفضل أن تسيطر السلطة على مجموعة "عرين الأسود، بأساليبها التي تجمع بين الإقناع والإغراء (إلى جانب الانضمام إلى الأجهزة الأمنية والرواتب)، وأحيانًا القوة الجسدية الوحشية أيضًا".
وبين أن "هذا التفضيل لا ينبع فقط من الرغبة في تجنب الخسائر لقواتنا، ولكن أيضًا لإعطاء السلطة الفلسطينية فرصة لاستعادة السيطرة على نابلس، وهذا هو السبب في أن الجيش يتجنب هذه الأيام دخول المدينة بقوات كبيرة ويكتفي بإغلاق المدينة من الخارج".