يدخل حصار نابلس يومه الخامس عشر في وقت تعمد فيه سلطات الاحتلال لتضييق الخناق على المدينة وقراها بشكل غير مسبوق.
وبالتزامن مع بدء الأسبوع الثالث من الحصار تشهد مدينة "جبل النار" تصاعدا في المقاومة وخصوصا مجموعة "عرين الأسود" التي قدّمت 5 من مجاهديها شهداء في اقتحام لقوات خاصة فجر اليوم.
وتعاني مدينة نابلس من أزمات معيشية ونقص في السلع ومشاكل أثرت على الحالة التعليمية والصحية بسبب الحصار.
حصار كارثي
بدوره، قال الناشط السياسي في مدينة نابلس الدكتور غسان حمدان أن الحصار يدخل أسبوعه الثالث، بالتزامن مع عملية عدوانية أدت لاستشهاد 5 من المقاومين وأكثر من 20 إصابة بعضها في حالة الخطر.
وقال حمدان في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاحتلال يواصل عدوانه على نابلس بقوة، ويواصل سياسة الانتقام الجماعي دون مراعاة للمرضى والنساء والأطفال.
وأوضح أن الحصار له الكثير من التأثيرات الاقتصادية وعلى صعيد التعليم، ولكن رغم ذلك لا يمكن الاستسلام للاحتلال ونابلس أكثر صمودا في وجه المحتل.
وشدد على أنه "لا يمكن لأي حصار أن يركع نابلس ومواطنيها رغم صعوبة الأوضاع المعيشية بسبب الحصار، فالالتفاف الشعبي حول المقاومة كبير جدا ولم نشهده منذ سنوات".
وحذّر حمدان من كارثة صحية بسبب منع الطواقم الطبية من التحرك والعمل لإسعاف المرضى ونقلهم إلى المستشفيات.
ودعا المؤسسات الدولية والحقوقية للنظر في سياسة الانتقام الجماعي المفروضة على مدينة نابلس، مستغربا من حالة الصمت الدولية تجاه ما يحدث.
ويتفق الناشط الشبابي في مدينة نابلس يوسف ديرية، مع سابقه في أن نابلس تمر بوضع مأساوي وعقاب جماعي، "وخصوصا محاصرة بلدة بيت دجن بشكل مكثف".
وقال ديرية في حديث لـ "الرسالة نت" إن الحركة التعليمية تأثرت بسبب الحصار والأسواق ينقصها الكثير من السلع.
وأوضح أن المواطنين يلجؤون للطرق الالتفافية للدخول والخروج من المدينة وهو ما يزيد من معاناتهم في التنقل.
ولفت إلى أنه مع بدء الأسبوع الثالث للحصار أطلقت سلطات الاحتلال حملة عسكرية فجر اليوم، أدت لارتقاء شهداء من المقاومة.
ودعا ديرية مدن الضفة للتضامن بوتيرة أعلى مع مدينة نابلس، وخلق حالة من الإرباك في مدن الضفة عامة للضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره على المدينة.
وفي بيان لها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن استمرار حصار مدينة نابلس والمدن والمخيمات في الضفة المحتلة، "جريمة مكتملة الأركان، لن تفلح في كسر إرادة المقاومة والصمود لدى أبناء شعبنا، وتكشف مجدّداً فشل منظومة الاحتلال الأمنية في مواجهة صمودهم وبطولتهم".
ودعت حماس الشعب إلى التضامن مع مدينة نابلس، وإلى تصعيد المقاومة الشاملة كبحاً لجماح تغوّل الاحتلال، وانتصاراً للقدس والأقصى والمرابطين فيه.
وأشادت بصمود المرابطين الذين يدافعون عن القدس والأقصى، ويذودون عنهما "بكل قوّة وبسالة، باعثة بأسمى آيات الاعتزاز، إلى الصامدين والمنتفضين في عموم الضفة المحتلة ضدَّ الاحتلال ومستوطنيه".