شهدت العلاقات الدبلوماسية بين ألبانيا والاحتلال (الإسرائيلي) تطورًا هامًا، بعد قطع ألبانيا العلاقات الدبلوماسية معه إيران ردا على هجوم إلكتروني استهدفها، الأمر الذي اضطرها لطلب المساعدة من تل أبيب.
وزار رئيس وزراء ألبانيا إيدي بشكل دبلوماسي تل أبيب، بغرض تلقي المساعدة لتعزيز نظامها السيبراني، الذي هاجمه قراصنة إيرانيون ونفذوا هجمات إلكترونية ضدها.
وعرض رئيس حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) يائير لابيد، في اجتماعه على راما توسيع مستوى التعاون في مجال السايبر بهدف تقوية قدرات ألبانيا الدفاعية في مواجهة تهديد هجمات السايبر الإيرانية.
وناقش الجانبان عددا من المواضيع الأخرى، على رأسها توسيع التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، وتعزيز العلاقات الثنائية بما يشمل السياحة والتجارة.
وقال لابيد: "ايران تشكل تهديدا مشتركا لإسرائيل وألبانيا، رأينا ذلك في هجمات السايبر الايرانية ضد ألبانيا مؤخرا، إسرائيل ستساعد قدر المستطاع بالجهود ضد إيران، نحن نرى ذل كمصلحة وطنية وواجب تاريخي".
وكشف إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن "الضيف الألباني الرفيع يرافقه وزراء ونواب وزراء من حكومته، يجرون لقاءات مع رئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد، ورئيس الكيان (الإسرائيلي) يتسحاق هرتسوغ، ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست ميكي ليفي، بالإضافة إلى رؤساء الأمن السيبراني الألبان مع نظرائهم (الإسرائيليين)، بما فيهم رئيس النظام السيبراني غابي بورتنوي، ما يكشف عن خطورة ما سيبحثه الجانبان في هذا الموضوع الأمني الحساس".
وأضاف في تقرير، أن "زيارة راما تأتي بعد شهر ونصف من إعلانه قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ردًا على ما قيل حينها إنه هجوم إلكتروني شديد تعرضت له تيرانا في تموز/ يوليو، وهو هجوم نفذه ذات القراصنة الإيرانيون على (إسرائيل)، وأسفر عن إغلاق سلسلة مواقع حكومية والخدمات الرقمية في ألبانيا، وعلى الفور قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بزعم أن هجومها الإلكتروني هدّد بشل الخدمات العامة وحذف الأنظمة الرقمية واختراق المواقع الحكومية، واعتراض الاتصالات الحكومية عبر الإنترنت، وزرع الفوضى وانعدام الأمن في البلاد".
وأكد أن "الزيارة الألبانية الرفيعة تشمل طرح الترويج لعقد المؤتمر الأول من نوعه في الداخل المحتل الفلسطيني مع مشاركة رؤساء وزراء منطقة البلقان، من أجل تعزيز علاقاتهم مع الاحتلال في مجالات الطاقة والزراعة والسايبر وغيرها، مع الكشف أن الشخص الذي عمل وراء الكواليس لتنظيم هذه الزيارة هو رجل الأعمال اليهودي ألكسندر ماسكافيتس، الصديق المقرب لرئيس وزراء ألبانيا، ويعيش أيضًا في إسرائيل، ويرأس مجموعة ERG أحد أكبر منتجي مجموعة متنوعة من المعادن في العالم".
وتتزامن الزيارة الألبانية مع عدم إخفاء الترحيب من الاحتلال بقطع علاقات ألبانيا مع إيران الذي اتخذ في نهاية تحقيق موسع تم إجراؤه عقب الهجوم السيبراني، وقدم أدلة دامغة بأن إيران كانت وراءه، من خلال مجموعات مختلفة من القراصنة الذين نفذوا هجمات إلكترونية في (إسرائيل) والسعودية والأردن والإمارات والكويت وقبرص، شمل نشر بيانات شخصية لأعضاء الحكومة الألبانية.
وفيما عرض الاحتلال على ألبانيا المساعدة في الدفاع إزاء مزاعم بهجمات سايبر إيرانية، والتقى نائب وزير خارجيتها في برلين بوزيرة خارجية ألبانيا، وتحدث معها، عن التوتر مع إيران، معربا عن تقديره لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، فقد شهدت تيرانا عقد لقاء رسمي وعلني بين سفيرة الاحتلال لديها إلغاليت باليغ، وزعيمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارِضة مريم رجوي، رداً على زيارة الأخيرة لسفارة الاحتلال في سبتمبر بمناسبة العام الجديد اليهودي.
المصدر: عربي 21