قائمة الموقع

كيف استهدف الاحتلال شباب العرين بنابلس؟

2022-10-25T19:17:00+03:00
الرسالة نت-رشا فرحات

عم الصمت مدينة جبل النار بعد ليلة مليئة بالحزن، وداع ممزوج بدماء القهر لخمسة شهداء من جماعة عرين الأسود بعد أن أعلنت لجنة تنسيق الفصائل في نابلس عن إضراب شامل اليوم الثلاثاء، ويوم غضب وتصعيد على الحواجز، حدادا على أرواح الشهداء.

لم تتأخر النبوءة ، فقد كان يتوقع أهل نابلس أن تتعرض مدينتهم لاجتياح كبير  بعد الحصار الذي استمر لثلاثة أسابيع بهدف تركيع السكان والضغط عليهم وارهاقهم قبل البدء بتنفيذ العملية العسكرية.

بدأت القصة بتسلل قوات خاصة إلى سوق البصل في "حارة الياسمينة"، وسط البلدة القديمة.

 اكتشف عناصر من الأمن أمر التسلل، ليقع بعدها اشتباكا مسلحا بين الطرفين أدى إلى إصابة عدد من العناصر الأمنية، وانتهى باستشهاد الشابين حمدي شرف وعلي عنتر. 

اشتدت وتيرة الأحداث مع اقتحام معدات ثقيلة عددها يفوق الأربعين أحياء نابلس القديمة، وهم يظنون أنهم قد وصلوا إلى مرادهم، وبأنهم في اقتحامهم سيتمكنون من القضاء على رجال عرين الأسود في ساعة واحدة.

لم يحسب الاحتلال حساباته كالمعتاد، وفي كل مرة يراهن على قوة مخلوطة بالغرور فيخرج بخسائر لم يتوقعها، وهذا ما حدث في ساعتين كانت مدة الاقتحام، حينما أعلن النفير في حارات "الياسمينة والعطعوط في نابلس" كما أخبر "الرسالة" نصر أبو حبش منسق لجنة الفصائل في المدينة.

وأكد أن الاحتلال لم يحتمل الاستمرار في العملية أكثر من ساعتين، وقد انسحب في تمام الثالثة فجرا.
التقى المتلاحمون على دوار الشهداء، بعدما علموا بوصول القوات الخاصة إلى الميدان، ثم بدأ شباب جنين ورام الله بالقدوم إلى الحي، حيث شباب العرين يواجهون الاحتلال من نوافذ بيوت يتحصنون فيها. 

لم تستطع أربعين آلية أن تسيطر أو تأسر أيا منهم، فاستهدفتهم بالطائرات حتى ارتقى خمسة شهداء كانوا يصرون على حمل السلاح حتى قطرة الدم الأخيرة.

خلف الاحتلال وراءه عشرين إصابة منها عدد من الإصابات الحرجة، في المقابل وحسب شهود العيان فإن هناك عدد كبير من الإصابات بين جنود الاحتلال، خاصة مع قدرة أهالي المدن المحيطة  على اختراق الحصار والدخول من طرق ملتوية بين الجبال إلى المنطقة.

من جهة أخرى، أعلنت جماعة "عرين الأسود" -في بيان- عن استشهاد خمسة فرسان على رأٍسهم أحد قادة العرين وهو وديع الحوح أبو صبيح، إلى جانب الشبان حمدي شرف وعلي عنتر وحمدي القيّم، ليتحق بهم صباحا الشهيد مشعل بغدادي، متأثرا بجروح حرجة أصيب بها في الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

نعى العرين الشهداء بجملة واحدة " بالجهاد عزنا والاستسلام هو طريق الذل والهوان".
استمرار العملية لساعتين فقط هو ما يؤكد فشلها وفق الكاتب سامر عنبتاوي.

وبين  في حديثه مع "الرسالة" أن الاحتلال لم يأخذ قرارا بالاجتياح الشامل، لأنه يعلم تماما ما هي الخسائر التي يمكن أن يتكبدها إضافة إلى أنه لا يملك معلومات كثيرة عن عناصر عرين الأسود.

ولفت العنبتاوي إلى أن عددا من شهداء اليوم من المدنين، وبهذا لا يمكن القول أن عملية الاحتلال حققت ما كان يسعى لتحقيقه حسب .

الاحتلال يريد أن يربك المقاومين، وسيقتحم نابلس مرة ومرتين وسيبقي على حصارها، لأن هذه هي الطريقة الأسهل بالنسبة له.

في المقابل لا خيارات أمامه سوى دخول المدينة  بأربعين مدرعة أو أكثر لتبحث عن عنصر مطلوب ولا تستطيع أن تنجح في قتله إلا إذا استعانت بطائراتها وهذا ما يدفع لطرح سؤال أهم، هل هذا هو الجيش الذي لا يهزم؟!!
 

اخبار ذات صلة