قال الكاتب (الإسرائيلي) آفي ساخاروف في مقال نشرته "يديعوت احرونوت"، إن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، الذين سارعوا إلى احتضان أبناء "عرين الأسود" عقب أحداث الليلة قبل الماضية، واصفين إياهم بـ "الأبطال"، فعلوا ذلك أساسًا لتبرئة أنفسهم من شبهات التعاون مع (إسرائيل).
وأضاف "واحدًا تلو الآخر، تقدم كبار مسؤولي فتح وحاولوا توضيح أن قوات الأمن الفلسطينية قاتلت إلى جانب "عرين الأسود" ضد المحتل (الإسرائيلي).. بل إنهم حاولوا الادعاء بأن قوات الأمن تمكنت من منع إلحاق ضرر أكبر بكثير بأعضاء التنظيم بسبب مشاركتهم في القتال".
واستدرك بالقول: "لكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك.. تستمر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الحفاظ على التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وإلى حد ما لا تنظر بشكل إيجابي إلى أنشطة المجموعة".
وأشار إلى أن محافظ نابلس إبراهيم رمضان، حاول الأسبوع الماضي إقناع قادة "عرين الأسود" بتسليم أسلحتهم والانضمام إلى "اتفاق المطلوبين"، الذي سيقيمون بموجبه في سجون السلطة وفي الوقت المناسب، العفو من (إسرائيل) والسلطة عنهم.
وتابع أنه لم تنجح هذه المحاولة ورفض "عرين الأسود" تسليم الأسلحة التي في يديه للسلطة، معربا عن أمله أن يؤدي العدوان (الإسرائيلي) المستمر على قادة التنظيم إلى دفع غالبيتهم إلى الموافقة على "اتفاق المطلوبين" الذي وقع عام 2007.
وكانت مصادر خاصة كشفت لموقع "الشاهد" أن السلطة الفلسطينية ساومت قائد مجموعات عرين الأسود وديع الحوح قبل ساعات من اغتياله خلال اشتباك عنيف في حي العطوط بمدينة نابلس فجر أمس.
المصادر أكدت أن شخصيات أمنية في أجهزة السلطة جلست مع الحوح وقادة عرين الأسود في الحي، وأعادت عليهم العرض السابق والذي يقضي بتسليمهم سلاحهم وأنفسهم لأجهزة السلطة مقابل دمجهم في الأجهزة الأمنية واستصدار عفو (إسرائيلي) لهم.
وأوضحت المصادر أن الحوح أبلغ الشخصيات التي جلست معهم، عدم طرح العرض مجدداً أمامهم، وأنهم لن يلقوا سلاحهم أو يسلموه.