فكرة الصاروخ الأول لكتائب القسام

الرسالة نت-غزة

لطالما جابوا القطاع مختبئين يبحثون عن ملاذ آمن لعملهم بعيداً عن عيون العدو، تظلّهم عناية الرحمن، فسترتهم الأشجار بأغصانها، وآوتهم البيوت، تحفظ سرّهم، وأسرار صواريخهم التي أرعبت الكيان بأكمله.

هم الذين أرسلوا بصمات أعمالهم للعدو بالصواريخ رعباً، وبالعبوات نسفاً وتدميراً، وبالبنادق قتلاً وأسراً، وفي ظل الحياة ساروا كي لا تكشف وجوههم، وبخفة تحركوا لأعمالهم لمفاجأة عدوهم، فصالوا وجالوا بعيداً عن الأعين الآثمة.

فلكم ارتقى منهم الشهداء، وأصيب البعض بالجراح، ولملم آخرون علّة في أبدانهم بعد حسن عمل وتصنيع، هم أبطال وحدة التصنيع العسكري في كتائب القسام.

بداية الحكاية

لطالما دأب أفراد الوحدة على تطوير وتعزيز القدرات القتالية لكتائب القسام وتخصصاتها المتنوعة، واليوم نسلط الضوء على أفراد أذاقوا العدو العلقم عندما جالت فكرة الصواريخ في عقولهم، إلى أن تمكنوا من إطلاق الفكرة الأولى مستهدفين بالصاروخ الأول مغتصبة "سديروت" المحاذية لشمال قطاع غزة.   

الشهيد القائد نضال فرحات وأخيه الشهيد القائد تيتو مسعود، من هنا بدأت حكاية الصاروخ الأول لكتائب القسام الذي كان حلماً وأضحى على أيديهم ورفاقهم واقعاً، والآن أصبح يشكل سلاحاً فتاكاً برهن إشارة من قادة القسام لتفعيله في الوقت الملائم؛ لإيلام الصهاينة وضربهم بعقر كيانهم في مقتل.

مهندسو الصواريخ

بتعاضد جهود مهندسي الصواريخ بالكتائب القادة فرحات ومسعود والغول، كان صاروخ "قسام 1"، أول صاروخ محلي الصنع يطلق صوب مغتصبات الاحتلال في قطاع غزة، لتسجل سابقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، والذي اخترق سماء الأراضي المحتلة بتاريخ السادس والعشرين من أكتوبر عام 2001م.

ومن ثم دأب مهندسو الصواريخ بالكتائب على إدخال التحسينات للحصول على قدرة تدميرية كبيرة لصواريخ القسام، وها هي اليوم غدت الصواريخ المصنعة محلياً بفضل من استشهدوا وأصيبوا من أفرد وحدة التصنيع القسامية، تدك كل بقعة من أراضينا المحتلة وبدقة كبيرة وقوة تدميرية هائلة.

وقد أعلنت كتائب القسام منذ استشهاد مصنعي صاروخها الأول فرحات ومسعود، أنها ستواصل العمل والسير ذات الطريق التي استشهدوا، فالصواريخ الآن أصبحت مصدر رعب لقادة الكيان ومغتصبيه، فإذا حلقت بأجواء المناطق المحتلة أعلن العدو حظر التجوال، حتى تصيب الصواريخ أهدافها.

ووفاءً من مهندسي القسام للقائد نضال فرحات صاحب فكرة إرسال طائرة محملة بالعبوات على مغتصبات العدو، أبرّ القسام بوعده، فأعلن خلال معركة العصف المأكول عن امتلاكه لعدد من طائرات " الأبابيل" دون طيار تقوم بمهام مختلفة.

رحل مهندسو تصنيع الصواريخ الأوائل ولسان حال من تتلمذ على أيديهم يقول" رحلتم أجساداً وظلّت أفكاركم بيننا، نسابق الزمن لنخرجها حيز التنفيذ، وسنزيد على ما قدمتم؛ لنرعب العدو في قادم الجولات".

 

المصدر: كتائب القسام

البث المباشر