مع ساعات الفجر الأولى ليوم أمس الثلاثاء، ومع بدء اقتحام جيش الاحتلال لمدينة نابلس، وفي ظل حالة الاشتباك مع المقاومين من "عرين الأسود" أطلق أهالي الضفة في جميع المحافظات "فزعة الأسود".
ونادت المحافظات بمساندة كبيرة لمدينة نابلس وعدم تركها تقاتل وحدها، وهو ما دفع بالأهالي للتوجه للمدينة رغم الحصار، مع بدء المساجد بالتكبير في محافظات الضفة، بما يعكس حالة الوحدة بين المدن.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق #فزعة_الأسود بما يؤكد حالة التضامن الكبيرة مع مقاومة "عرين الأسود" في مدينة نابلس.
فزعة الأسود
وعلى الهاشتاق، غرّد النشطاء على ضرورة دعم وإسناد كبير للمقاومة وإظهار حالة الوحدة بين المحافظات للحيلولة دون استفراد جيش الاحتلال بأي منها.
الصحفي محمد عبد العزيز كتب على "توتير" "لابد من إقامة نقاط الرباط النهاري والليلي في البلدة القديمة بنابلس والمدينة حتى الشباب المدنيين أو العسكريين يفتحوا عيونهم جيدا".
وأضاف محمد: "الكل عليه واجب النصرة لأسود العرين، تركهم دون سند أمامهم وخلفهم دائما وابداً يسهل مهمة الاحتلال (الإسرائيلي) في القضاء عليهم".
في حين أشادت الناشطة مي رحال في تغريدة لها بمقاومة الضفة: "تطور نوعي في حركات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية على خطى حركة حماس، لديها التفاف وحاضنة شعبية كبيرة تشكل خطرا على المؤسسة السياسية في دولة الاحتلال".
وأكدت أن "يائير لابيد" رئيس حكومة الاحتلال يناقض نفسه، فكيف لعباس أن يوقف المقاومة وجيشه يقتحم مدن الضفة ويغتال المقاومين بكل الأسلحة والدروع وحتى الطائرات المسيرة.
بدوره، أكد الناشط الشبابي بمدينة نابلس، عامر سعد، أن الضفة تعاني من الجغرافيا المتناثرة "كنتونات"، "حاولت السلطة بالتنسيق مع الاحتلال عزل كل مدينة عن الأخرى وهذا النهج بدأ بعد اقتحام الضفة بعملية "السور الواقي" عام 2002".
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت": "من شاهد الهبات السابقة يجد أن هناك تفردا في الضرب بالمدن، حاليا نجد أن هناك وعيا كبيرا في مدن الضفة والإضراب الذي يدعو إليه "عرين الأسود" يعم جميع مدن الضفة وبنفس الوقت".
وأكد أن ما يحدث حاليا يزعج الاحتلال، الذي يعي خطورة أن تكون الكلمة موحدة في مدن الضفة وأن يكون هناك تكاتف فيما بينهم.
وأضاف: "الوعي الفلسطيني عانى كثيرا خلال فترة "السلام الاقتصادي" في السنوات الماضية ولكن حاليا نجد أن هذا الإغفال بدأ بالتفكك تدريجيا مع تنامي الشعور الوطني وهو ما يفاجئ الجميع".
وأشار سعد إلى أن حالة المقاومة في غزة وما مثلته بعد معركة "سيف القدس" شكّلت أرضية كبيرة جدا لما يحدث بالضفة حاليا.
وتابع: "نجد حالة التغني الكبيرة بالمقاومة الفلسطينية بغزة والقائد محمد الضيف، ورغم أن هذا الجيل الذي يقود "عرين الأسود" لم يشهد أي انتفاضة سابقة، ولكنه عايش الحروب على غزة وشاهد تطور المقاومة وما تفعله، وهو ما ساهم بصورة كبيرة في تشكيل الوعي لديهم بضرورة إيقاد شعلة المقاومة وإبقائها مستمرة".
وحذّر سعد من حالات إفشال المقاومة بالضفة وإجهاضها التي تتشارك بها (إسرائيل) مع مجموعات التنسيق الأمني بالسلطة.
وعمّ الإضراب المحافظات الفلسطينية أمس الثلاثاء، بعد ارتقاء 6 شهداء في الضفة، 5 منهم في عملية عسكرية لجيش الاحتلال بنابلس استهدفت مجموعة "عرين الأسود".