نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، تقريرًا مطولًا للأوضاع الحياتية في نابلس مع استمرار الحصار على المدينة لليوم السابع عشر على التوالي، وتأثيرات العدوان العسكري (الإسرائيلي) على المحافظة.
وبحسب الصحيفة، فإن التجار يشتكون من استمرار الحصار الذي توقعوا أنه قد يستمر ليومين أو أكثر قليلًاـ، ولكنهم لم يتوقعوا استمراره لهذه الفترة الطويلة والتي تسببت بتكبيدهم خسائر كبيرة.
وأجرت الصحيفة مقابلات مع أصحاب محال تجارية كبيرة في نابلس وخاصة عند مداخلها التي تربط المحافظة بمحافظات أخرى، والتي كانت مركزًا لاستقبال فلسطينيي الداخل ومن المحافظات الأخرى، وتشهد حركة تجارية كبيرة.
ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن هذه الأوضاع لم تغير من التأييد الشعبي المتزايد في صفوف الفلسطينيين لمجموعة "عرين الأسود" التي تنشط في نابلس.
وقال ناشط في "الجبهة الشعبية" من نابلس "من وجهة نظر (إسرائيل)، نحن إرهابيون وهذا كل شيء، وأنهم إذا اغتالوا المطلوبين أو اعقلوا فهذه نهاية الأمر، لكن في الشارع الفلسطيني يختلف الأمر تمامًا، إنها (أي عرين الأسود)، حركة تتخذ بعدًا شعبيًا".
وأضاف الناشط: "هذا الدعم الشعبي تجاوز الفصائل والتيارات السياسية، حتى ممثلي السلطة الفلسطينية الذين أتوا إلى نابلس أعربوا عن تقديرهم ودعمهم للتنظيم، لأنه ببساطة لا يمكن تجاهله.. لا يوجد أحد هنا ضدهم.. ولا يوجد مسلحون ضد الجمهور.. نحن هنا جميعًا معًا".
ونقلت الصحيفة عن زياد البندك أحد كبار مسؤولي حركة "فتح" في نابلس قوله: "الضغط الاقتصادي والحصار لن يغيرا الواقع إلى الأفضل، بل على العكس، منظمة عرين الأسود هي في النهاية من شبابنا.. هذه ليست ميليشيا أجنبية عادت واستقرت في المدينة".
ويضيف: "على الرغم من أن نشاط التنظيم لن يؤدي إلى تحرير فلسطين، إلا أن الكيفية التي يخلق بها الانجراف الشعبي مثيرة للاهتمام .. ما حدث في الضفة في الليلة التي تلت عملية اغتيال الشبان الخمسة لم نشهده في الضفة منذ فترة طويلة، وربما يهدأ قريبًا، لكن هذا يعني أننا سنشهد جولة أخرى وجولة أخرى في كل مرة، لان إسرائيل لا تريد مواجهة الحقيقة البسيطة بأن هناك احتلال ويجب انهاؤه".
وتواصل قوات الاحتلال التضييق على المواطنين في نابلس، لليوم السابع عشر على التوالي، من خلال إغلاق بعض الحواجز والطرقات.
وأغلقت تلك القوات، غالبية الحواجز الرئيسية والفرعية ومنعت المواطنين أمام حركة المركبات من داخل نابلس إلى خارجها.
وتمنع قوات الاحتلال، حركة المركبات في الكثير من الأحيان عبر الحواجز والطرق المختلفة، وخاصة في قرى جنوب وشرق المحافظة.
المصدر: القدس