قائمة الموقع

استشهاد محمد ينهي خلاف 15 عاما بين عائلتي الجعبري والعويوي

2022-10-31T19:14:00+02:00
غزة -رشا فرحات

بعد خلاف طويل بين العائلتين، وبعد أن تحدث الكثيرون من أهل الخليل، بل انتقل الحديث إلى خارج الخليل، عن تلك العائلات التي تستخدم سلاحها لقتل بعضها البعض، جاءت عملية محمد الجعبري لتفتح صفحة جديدة، فما أثارته الخلافات الشخصية توحده المقاومة.

فقد شارك الليلة، المئات من عائلة العويوي أبو عيشة بتقديم التهاني لعائلة الجعبري باستشهاد ابنهم محمد كامل الجعبري، منفذ عملية إطلاق نار على مجموعة من المستوطنين وجنود الاحتلال فقتل مستوطنا وأصاب 3 آخرين.

خطوة تلقائية وعفوية، يحركها حب الوطن والانتماء إلى المقاومة، بعد أن عجزت كثير من الجلسات العشائرية عن حل المشكلة من جذورها، ولطالما تجدد الخلاف بين العائلتين بعد كل جلسة، وانتشرت الأجهزة الأمنية في شوارع الخليل لتحول دون إراقة الدماء، بل وأغلقت محلات تجارية، وكسرت بسبب أن نزغ الشيطان بين العائلتين.

أتت عملية الشهيد محمد الجعبري، لتقول إن هذا الفلسطيني الذي تغلي دماؤه في عروقه يختلف كثيرا ثم يوحده الوطن.

 ولاقت هذه الخطوة ترحيبا كبيرا بين عائلات محافظة الخليل، وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الإيجابية على هذه الخطوة، التي تؤكد عمق التلاحم بين العائلتين رغم خلاف الدم بينهما.

وقالت عائلة العويوي في كلمة لها في بيت العزاء إنها فخورة بالعملية التي قام بها محمد الجعبري لأنه كان دائما بطلا مقداما وقد تغلب بما فعله على خلافات العائلتين.

وكان باسل الجعبري، قد قُتل العام الماضي على خلفية عملية ثأر بين العائلتين أدت إلى نشوب خلافات وعمليات إطلاق نار متبادلة لأكثر من مرة، وكانت عائلة العويوي قد صرحت أن قتل باسل الجعبري كان على خلفية ثأر قبل 15 عامًا.

الشيخ حجازي الجعبري عم الشهيد محمد أكد في مكالمة مع "الرسالة" أن مجيء عائلة العويوي كانت مبادرة جيدة رحبت بها العائلة، معتبرا أنها بداية صفحة جديدة.

 ويؤكد الجعبري أن العائلتين كانتا على وفاق دائم وبينهما مصاهرة ونسب ووحدة، لافتا إلى أن العملية البطولية التي قام بها محمد كانت فرصة لفتح صفحة جديدة في الخليل بين العائلتين وقربت المودة والمحبة بينهما.

ويلفت حجازي إلى أن محمد الجعبري أكرم المدينة من حيث لا يدري، مضيفا:" عمله الصالح وقربه إلى الله هو ما رفع ذكره، وهذه الزيارة التي أتت بالأمس لمائة شخص من العائلة لتهنئنا باستشهاد محمد ستكون في ميزان محمد أيضا الشهيد الذي رفع رأس فلسطين كلها، بل إن استشهاده حل خلافات عمرها سنوات طويلة"

ويتذكر الشيخ حجازي مناقب الشهيد:" محمد أديب وملتزم ومعلم وأب وأخ خسرته العائلة والخليل كلها باعتباره شخصية ودودة محترمة يحبه الجميع، وإنسان طيب ومعطاء للعائلة وللمدينة كلها".

وقد كسر المعلم محمد الجعبري بعمليته البطولية حالة الصمت التي تسود الخليل منذ بداية العام وتصدر جنين ونابلس ساحة المقاومة في الضفة الغربية.

وقد قتل مستوطن، وأصيب آخران أحدهما من أشرس المعتدين والمنكلين بأهالي الخليل والمعروف ببطشه وتطرفه وعنصريته، وذلك في عملية إطلاق نار قام بها الجعبري قرب مستوطنة كريات أربع، ثم استشهد.

اخبار ذات صلة