تستضيف قطر في الفترة الواقعة بين 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر بطولة كأس العالم لكرة القدم وهي الحدث الرياضي الأبرز في العالم، لتكون قطر أول أرض عربية تقام عليها البطولة منذ انطلاقها قبل 92 عاماً.
استضافة قطر لكأس العالم سيجعلها قبلة ملايين المشجعين من حول العالم، خاصة أنها ستفتح أجواءها وحدودها أمام مئات الآلاف من الراغبين في حضور مباريات البطولة.
ومنذ إعلان فوز قطر بالاستضافة بدأت تدور أسئلة كثيرة حول إمكانية دخول المشجعين والمنتسبين للكيان الصهيوني أثناء البطولة، في المقابل رد على ذلك شباب قطريون برفضهم استقبال المُشجعين (الإسرائيليين) خلال المونديال باعتباره تطبيعًا، مطالبين بحمل الأعلام الفلسطينيّة بشكلٍ واسعٍ بالملاعب وحولها والشوارع وفوق السيارات والبيوت طيلة أيام البطولة.
قطريون ضد التطبيع
وجاء في بيان صحفي لشباب قطر ضد التطبيع إن استقبال المشجعين الصهاينة يعتبر تطبيعاً مرفوضاً، معتبرين أن استضافة هذا الحدث لا تعد استثناءً يبرر هذا التطبيع، بل إنها فرصة للتأكيد على ثوابت الأمة العربية ومواقفها الراسخة في الدفاع عن الحق الفلسطيني.
وعلى الرغم من أن الساحة الرياضية عالمياً باتت مجالاً مفتوحاً للتعبير عن المواقف السياسية والأيديولوجية، إلا أنه لم يصدر أي موقف يعبر عن دعم القضية الفلسطينية سواء من قطر أو أي من الدول العربية المشاركة.
وحول ذلك يعلق شباب قطر ضد التطبيع في بيانهم" لم تعبر أي من المنتخبات ولو رمزياً عن موقفها تجاه القضية الفلسطينية، على الرغم من أن المؤشرات وبعض التقارير الصحفية تشير إلى أن دولة الاحتلال لن تدخر جهداً في تشجيع وتسهيل حضور مستوطنيها ومسؤوليها وإعلامييها لهذه البطولة خصوصاً وإبراز تواجدهم في قطر، بل وربما استغلال عادات الضيافة والترحيب القطرية لتطبيع وجودهم وادعاء تقبل الشعب القطري لهم.
على وسم #فلسطين_في_مونديال_قطر غرد عدد من القطريين وداعمي القضية الفلسطينية، فكتبت عبر تويتر مريم الهاجري "يعد كأس العالم فرصة للضغط على المتواطئين مع جرائم الاحتلال، دعم جهود مجموعة شباب قطر ضد التطبيع خلال البطولة أمر ضروري لتفعيل حملات المقاطعة ضد عدد من الشركات المتواطئة، أهمها: شركة بوما.
كما غرد على الوسم الذي يشارك فيه مؤيدو القضية الفلسطينية، القطري هاني الخراز فكتب: "بينما يطالب القطريون بأن تكون #فلسطين_في_مونديال_قطر خرج صوتٌ ناشزٌ يرحب بالتطبيع وبحضور الصهاينة أثناء إقامة البطولة فانبرى له الجميع مندداً ومذكراً بأن فلسطين قضية الشرفاء وأننا في قطر دائماً وأبداً #قطريون_ضد_التطبيع".
وبشكل واضح يعمل قطريون ضد التطبيع على دعم القضية الفلسطينية خاصة في كأس العالم الذي تستضيفه دولتهم، ويقفون بشكل صارم ضد أي محاولات تطبيعية مباشرة أو غير مباشرة، لأنها تهدد وجودية الصراع وديمومته.
كما يرفضون دخول أي وفود رياضية وإعلامية تنتسب للكيان الصهيوني إلى قطر قبل وأثناء وبعد استضافة كأس العالم وتحت أي ذريعة كانت، معتبرين أن هذه الوفود لو دخلت فلن تجد من الشعب القطري والعربي أي ترحيب.
ويعتبر شباب ضد التطبيع أن استضافة بطولة كأس العالم، تمثل فرصة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وتجذرها في الوعي السياسي عند الشعوب العربية، ولذا لا بد من استغلال الحدث للتعبير عن هذا الالتزام بالقضية والتذكير بها، عبر حمل الأعلام الفلسطينية وإبرازها بشكل واسع في الملاعب وحولها، وفي الشوارع وفوق السيارات والبيوت طيلة أيام البطولة.
وعلى النقيض، يدعون الجهات المختصة بمنع حمل الأعلام (الإسرائيلية) واعتبارها فعلاً مستفزاً وعنصراً مهدداً للأمن ومنافياً لثوابت الشعب القطري، وهي ذات الحجج التي ساقتها اللجنة العليا للإرث عندما سئلت عن سماحها لجماهير البطولة بحمل وإبراز الأعلام المروجة للمثلية.