كشف حكم بلعاوي القيادي في حركة فتح ووزير الداخلية في عهد حكومة أحمد قريع الثانية في شهادته حول اغتيال الرئيس ياسر عرفات العلاقة السيئة التي كانت الأخير مع الرئيس الحالي محمود عباس.
وذكر بلعاوي في شهادته المسربة حول سؤاله عن أسباب استقالة عباس من اللجنة المركزية في فترة من الفترات قائلاً: "أبو مازن شخص مزاجي ولم يكن يحب أبو عمار ولديه طموح وأطماع شخصية داخل فتح والسلطة".
وأضاف: "في كل الأوقات كان بينهم (عباس وعرفات) قطيعة ولكن لم تكن بارزة، ولم يكن هناك وجاهه بينهم، ونحن كأعضاء في اللجنة المركزية كنا نعرف حجم الحقد الذي يكنه أبو مازن لأبو عمار واعتراضه على كثير من قراراته لا لشيء وإنما للاعتراض فقط والتنغيص على أبو عمار".
وحول سؤال لجنة التحقيق لبلعاوي بأنه هل سمع أبو عمار يقول عن أبو مازن بأنه كرزاي فلسطين؟، أجاب بلعاوي: "نعم سمعتها منه مباشرة وكان يعتبر أبو مازن تبع لإسرائيل وأمريكا وأنه يعمل في خط سياسي مناوئ له".
بلعاوي يصف وضع الرئيس عرفات بعد أن أصبح عباس رئيساً للوزراء بضغط غربي و(إسرائيلي) وإحداث بعض التغيير على النظام السياسي قائلاً: "أبو عمار شعر بألم ومراره داخلية وشعر أنه غير مسيطر على أبو مازن.. وقال لي أبو عمار ذات مرة أن أبو مازن يشاوره على عجل ولا يهتم لرأيه، وفي حينها أذكر أنه شتمه بشدة في مرة من المرات وقال هذا ابن (...)".
بناية العار
وكشفت شهادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محسين أمام لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات أن رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي خلال فترة حصار الرئيس عرفات.
وذكر محسين أن الفترة التي حوصر بها الرئيس عرفات كان يمنع أن تسير المركبات في رام الله، إلا أن ما يعلمه أن الرئيس عباس كان يتحرك بسيارة تابعة للارتباط الإسرائيلي، ووصل إلى إحدى البنايات في رام الله بحراسة إسرائيلية.
محضر التحقيق كشف عن اجتماع سري عقد في إحدى البنايات برام الله أثناء حصار الرئيس عرفات، حضره كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون إلى جانب محمد دحلان ونصر يوسف وزهير مناصرة ومحمود عباس والذي حضر إلى الاجتماع بحراسة إسرائيلية.
وقال محسين في رده على سؤال من قبل لجنة التحقيق "هل تعتقد بأن العلاقة كانت صحية بين الأخ أبو عمار وأبو مازن؟"، فأجاب محيسن: "كان هناك خلاف عميق جداً بين أبو عمار وأبو مازن، الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبو عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة".
عيب وعار كبير
من جانبها، قالت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات "لا يخفى على أحد الخلاف السياسي بين أبو عمار وأبو مازن، لكن الإشارة المبطنة لأبو مازن في الشهادات هي أيضا عار وعيب كبير".
وأكدت أرملة عرفات أنها لن تسمح ﻷحد باستخدام قضية أبو عمار كسلاح يحارب فيه أعداءه، مشددة أن الجميع أصبح يتهم الجميع بقتل أبو عمار.
وطالبت بأن تبقى التحقيقات والشهادات التي يتم نشرها في قضية الرئيس الراحل سرية في القانون ولا تخضع لتصفية الحسابات.
وأوضحت أن "القيادة كانت دائما على خلاف مع بعضها البعض وكانوا يحكوا على بعض ويتصالحوا" بحسب قولها، مضيفةً: "لا أنسى أن أقول كلمه حق أن أبو مازن هو من أصر على فتح القبر عندما طلبنا منه أنا وزهوه".
وتابعت: "أثبت أهم معهد سموم للإشعاعات في العالم وهو المعهد السويسري، أن أبو عمار قتل بسم ماده البولونيوم 210 القاتلة، وهذا السم لم يكن يعرف عنه قبل 2006 وفقط المعاهد المتخصصة بالإشعاعات النووية هي الوحيدة التي تقدر كشف هدا الإشعاع الموجود في الدول الكبرى".
وأضافت: "أفول هذا الكلام وأنا أرى التحقيقات التي تظهر والشهادات التي يجب أن تكون سرية في القانون لكي لا تدخل الكيديات وتصفيه الحسابات في أكبر جريمة حدثت في القرن الواحد والعشرين".
وأوضحت أنه بحوزتها الشهادات الموثقة من التحقيق الفرنسي، مستدركة بالقول: "أخلاقي لا تسمح لي بنشرها لأنه أصبح الجميع يتهم الجميع بقتل أبو عمار وهذه أصبحت مسرحيه هزليه يستهزئون بها بذكاء شعبنا وقدرته على التفرقة".
وشددت سها عرفات، أنها لن تسمح بجعل قضيه أبو عمار "شماعة ولا سلاح لأحد يحارب به أعداءه وقت ما شاء وأينما ما شاء ومتى ما شاء حسب الظروف، فأبو عمار لا يرضى بذلك"، مضيفةً أن "من يتهم أحدا أي من كان يجب أن يعرف أن هناك عند العرب ثأر وعار على القتلة، وأن نكون متأكدين ممن نتهم وبالإثباتات لكي لا يقتل الختيار مرتين".
المصدر: الشاهد