أصدرت محكمة الاحتلال العسكرية في سالم، الاثنين، قرارا بتمديد الاعتقال الإداري بحق الصحفي محمد عصيدة من بلدة تل قضاء نابلس، للمرة الخامسة على التوالي، ملغية قرارا جوهريا سابقا بعدم التمديد.
وأفادت نهيل عصيدة، زوجة الصحفي محمد عصيدة، أن الاحتلال وعبر محكمة عسكرية ظالمة جددت للمرة الخامسة الاعتقال الإداري بحق زوجها لأربعة شهور أخرى.
وأوضحت عصيدة أن زوجها كان من المفترض الإفراج عنه بعد أيام، بعد غياب في اعتقاله الأخير لمدة 18 شهرا، في ظل وجود قرار جوهري بعدم التمديد.
وقالت: "لم يرق لهذا المحتل أن يرى البسمة على أطفالي الذين لطالما انتظروا والدهم لسنوات وسنوات، الذين حرموا من وجود والدهم إلى جانبهم في كل مناسباتهم وأوقات فرحهم حتى ولادتهم".
وأضافت: "هذا التمديد جاء بعدما قاموا بتجهيز أنفسهم واستعدوا لاستقبال والدهم الذي غاب عنهم ثمانية عشر شهر، وقد أعطي قرارا بعدم التمديد".
وأشارت إلى أن أطفالها لم يدركوا بعد أن هناك حاقد كاذب غيّب والدهم خلف قضبان خبيثة لعينة، قام بإلغاء قرار الجوهري وأعاد تمديده للمرة الخامسة حتى يغيب عنهم اثنان وعشرون شهرا.
وتساءلت: "فهل ستكون الأخيرة أم سيواصل هذا المحتل حقده وبطشه".
وفي الثاني عشر من مايو/ أيار من العام الماضي اعتقل الاحتلال الصحفي عصيدة وحوله الاحتلال فورا للاعتقال الإداري؛ دون تهمة ولا محاكمة، وفي 7/6/2021 اقتحمت قوات الاحتلال منزله وقامت بتفتيشه وتخريب محتوياته.
وبعد انتهاء المدة المقررة لذلك الاعتقال؛ مدد الاحتلال من جديد اعتقاله الإداري لأربعة أشهر قابلة للتجديد، قبل أيام من عيد الأضحى حيث كانت العائلة تستعد لاستقباله، ليتم بذلك 22 عيدا بعيدا عن العائلة.
ظلم وحرمان
ولفتت عصيدة إلى أن زوجها حرم من المشاركة في العديد من المناسبات العائلية والاجتماعية والأعياد التي تأتي، ويتمنى أطفاله أن يكون بينهم.
وأوضحت أن لهما 5 أطفال، ثلاثة منهم رزق بهم محمد وهو في غياهب السجون، وليس آخرهم نجله "زيد" الذي رزق به قبل 9 شهور وهو في السجن، ولم ير أحدهما الآخر حتى اللحظة.
وبينت أن أطفاله "نمر ورهف وزيد" جاءوا هذه الحياة وهو في السجن، وحرم من مشاركة زوجته طقوس الولادة وتجهيزاتها وأعبائها وفرحه بأولاده لحظة قدومهم لهذه الدنيا، ما أثر بشكل سلبي عليها وعلى وضعها النفسي.
ونهشت الاعتقالات من حياة الأسير عصيدة قرابة 10 سنوات؛ معظمها في الاعتقال الإداري أي بلا تهمة ولا محاكمة، بينما اعتقل على يد أجهزة السلطة قرابة العشر مرات، وهو متزوج ولديه خمسة أبناء.
ورغم الاعتقالات المتكررة، فقد استطاع الأسير محمد إنهاء دراسته للحصول على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام خلال عشر سنوات.
ورغم هذه التحديات استطاع محمد أن يثبت نفسه وأن يحوّل محنته إلى منحة؛ فحصل على شهادة الدراسات العليا في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس، وتبقى له مناقشة رسالة الماجستير، وينتظر الإفراج ليكمل مشروع الرسالة.