بعد مرور 18 عاما على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، لا يزال القتلة مجهولين في ظل توزع الملفات بين الأقطاب المتصارعة ضمن حملة المناكفات داخل حركة فتح.
ومنذ سنوات، دخل ملف رحيل الرئيس عرفات، حلبة الصراع بين الأحزاب المتصارعة داخل حركة فتح، دون أي إفصاح رسمي عن القتلة رغم كم التسريبات التي أكدت أن القتلة هم من الدائرة الضيقة القريبة من الراحل عرفات.
وأعلنت مؤسسة عرفات جملة من الفعاليات في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الرئيس، مع مهرجان مركزي في قطاع غزة والضفة المحتلة، دون أي حديث عن القتلة كما كل عام.
مناكفات مستمرة
وقال المختص في الشأن السياسي بمدينة نابلس، عامر سعد، إن مقتل شخصية قيادية يعتبر ملفا يهم جميع أبناء الشعب الفلسطيني، "ومن حق كل مواطن معرفة القاتل".
وأوضح في حديث لـ "الرسالة نت" أن إبقاء هذا الملف طي السر والكتمان لأكثر من 18 عاما، يؤكد أن هناك فئة تعمل على التلاعب بملف مهم يتحدث عن حياة الرئيس الراحل".
وأشار إلى أن هناك تلاعبا في هذا الملف ضمن المناكفات السياسية داخل حركة فتح، "وبالتالي لم نجد تجاوبا كبيرا مع التسريبات التي تخرج بين فترة وأخرى".
وشدد سعد على ضرورة الخروج بتصريحات واضحة لمعرفة من القاتل، "لا شك أن هناك أزمة كبيرة داخل حركة فتح ستحصل في حال جرى الإفصاح عن قتلة الرئيس الراحل عرفات".
وبيّن أنه ليس لمصلحة جميع الشخصيات التي كانت مقربة من الرئيس عرفات الكشف عن القاتل.
بدوره، أكد الكاتب في الشأن السياسي سليمان أبو ستة أن أعظم وفاء لنهج الرئيس الراحل ياسر عرفات هو السير على خطواته التي تم اغتياله بسببها.
وقال أبو ستة في حديث لـ "الرسالة نت": "أقدم الاحتلال على حصاره واغتياله لاختياره طريق المقاومة، وإدراكه أنه المسار الوحيد الذي يمكن أن يجبر الاحتلال على التراجع عن إجرامه وعدوانه".
وأوضح أن اختيار الراحل عرفات طريق التعاون مع مختلف الفصائل المقاومة، كونه السبيل الأقصر لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني العليا وطموحاته، دفع لاغتياله.
وبيّن أن المطلوب حاليا العمل على كشف المسؤولين عن اغتياله بشكل صريح، وعقاب كل من ساهم في هذه الجريمة.
وأضاف أبو ستة: "كما يجب العمل على إعادة حركة فتح التي ساهم في تأسيسها ياسر عرفات إلى موقعها المتقدم في قيادة الشعب الفلسطيني وتمثيله، عبر قيامها بواجباتها الأساسية في حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه بعيدا عن فريق أوسلو ونهج التنسيق الأمني".
وختم حديثه: "في ذكرى الرئيس الراحل، أهم ما يجب أن نقدّمه له هو الكشف عن قتلته وتقديمهم للمحاكمة، وهي أهم خطوة لإحياء ذكراه".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا محاضر تحقيق مع شخصيات أبرزها روحي فتوح وأكرم هنية ونبيل أبو ردينة والراحل أحمد عبد الرحمن، بشأن وفاة الرئيس الشهيد عرفات، فيما قال توفيق الطيراوي إن هذه المحاضر تمّ قرصنتها.