يسعى المستوطنون منذ سنوات لإغلاق "بيت الصمود" الواقع في تل الرميدة وسط الخليل والاستيلاء عليه، خاصة مع تردد العشرات من الشباب عليه لتنفيذ أنشطتهم الوطنية من ورشات عمل واجتماعات مع متضامنين دوليين وتوثيق جرائم الاحتلال في المنطقة.
ويتعرض كل من يتردد على بيت الصمود من شباب وصغار لمضايقات المستوطنين من ترويع وترهيب حيث رمي الحجارة وإطلاق الرصاص عليهم، حتى صدر قرار من الاحتلال مطلع الشهر الجاري لإغلاق البيت وإعلان المنطقة المحيطة به كمنطقة عسكرية مغلقة لا يمكن لأحد الدخول إليها إلا بتصريح من الاحتلال.
يعود البيت لعائلة "سياج" وأطلق عليه بيت الصمود بعدما اتخذه مجموعة من "شباب ضد الاستيطان" مقرا لهم لتنفيذ أنشطتهم في مواجهة المستوطنين، بينما تريد الجمعيات الاستيطانية في الخليل الاستيلاء عليه كونه يربط البؤر الاستيطانية الموجودة في المنطقة.
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة المحيطة ببيت الصمود في تل الرميدة تصنف بأنها ساخنة على الدوام بفعل الاعتداءات المستمرة من المستوطنين وجنود الاحتلال (الإسرائيلي) الذين ينكلون بالأهالي في كل يوم وليلة.
وتكمن أهمية البيت بأنه على حدود مستوطنة تل ارميدة، ويمنع تمددها باتجاه البلدة القديمة الخليل، ويخلق حلقة وصل بين المستوطنات ببعضها البعض.
يكشف عنصريتهم
يقول منسق مجموعة شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، وهو يسكن في البيت ذاته، إنهم تفاجئوا باقتحام عشرات الجنود للمنزل، وكان بداخله دورة تعليم للغة الإنجليزية، ودورة في القانون الدولي للأطفال من أبناء المنطقة، بحضور متضامنين أجانب، يشاركون معهم في حملة قطف الزيتون.
وذكر "للرسالة نت" أن بيت الصمود يشكل تحديا للاحتلال من خلال استمراريته وتردد الشباب والصغار وحتى المتضامنين الأجانب، لذا يعتبرون أن إغلاقه بمثابة وقف لكل الأنشطة المناهضة لسياستهم الاستيطانية، بالإضافة إلى أنه يكشف عنصريتهم أمام العالم، لذا أعلنت المنطقة المحيطة عسكرية.
ووفق عمرو، فإنه منذ قرار إغلاق بيت الصمود، يتعرض لمضايقات من المستوطنين كونه يسكن في البيت حيث يلقونه بالحجارة ويهددونه بالقتل ويطلقون الرصاص لترهيبه وترويعه ليرحل، مؤكدا أنه لن يتركه فهو بيته وسيواصل عمله منه.
وعن تفاصيل ملكية المنزل، يوضح عمرو أنها تعود لعائلة "سياج" التي تسكن القدس، فقد اضطرت لترك البيت بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم عام 2000، وفي عام 2001 قام الجيش بتحويل البيت إلى معسكر له، واستخدمه لمدة 6 سنوات، أي حتى عام 2006 وكانت الأراضي المحيطة به كلها مغلقة.
وذكر عمرو أنه في عام 2007 دخل المستوطنون البيت وحاولوا إقامة بؤرة استيطانية بداخله مثل البؤرة الاستيطانية الموجودة في بيت عائلة "البكري" المجاور له، ولكن شباب ضد الاستيطان استأجروه من عائلة "سياج" من خلال عقد الإيجار المسجل باسمه.
وأوضح أنه اتخذ المكان منزلا له ومركزًا لشباب ضد الاستيطان ولجميع النشاطات التي تقوم بها المجموعة، معلقا: بعد استئجار البيت، وقعت عدة خلافات مع المستوطنين، قبل أن يتمكنوا من الدخول إليه بالقوة في عام 2007 والبقاء فيه.
وأعلن الجيش مؤخرا البيت والأرض المحيطة به منطقة عسكريةً مغلقةً، وهذا يجري لأول مرة، حيث أنهم في عام 2015 أعلنوا كل المنطقة عسكريةً مغلقة وليس البيت وأرضه فقط.
وبحسب عمرو، فإن السبب في طردهم من البيت وتعليق أنشطتهم انتخابات الكنيست ومحاولة استقطاب أصوات مستوطني الخليل، وردا على العملية الفدائية التي وقعت في مستوطنة "كريات أربع" قبل أيام، خصوصاً أن المستوطن عوفر أوهانا الذي أصيب كان من أكثر المعادين لمجموعة شباب ضد الاستيطان وعلى عداء خاص مع هذا المنزل.
يذكر أن أهمية الموقع الاستراتيجي لبيت الصمود أنه يقع في منتصف تل ارميدة بجانب بؤرة استيطانية يعيش فيها "باروخ مارفيل" وهو متطرف من أتباع حركة "كاهانا"، ويعيش هناك "ايتمار بن غفير".
ويشار إلى أن منقطة تل الرميدة تتوسط مدينة الخليل وتطل على مركزها الرئيس، وتعتبر من أقدم المواقع الأثرية في المدينة ويعود تاريخها إلى 3500 عام قبل الميلاد وسكانها الأوائل من الأموريين.