تظاهر عشرات المواطنين مساء الجمعة في محافظة طولكرم، وأغلقوا ما تعرف بـ "طريق الكفريات" قرب قرية كفر صور جنوب طولكرم احتجاجا على إقامة كسارات في المنطقة.
وتجمع المواطنون على الطريق وأشعلوا الاطارات المطاطية وأغلقوها، احتجاجا على إقامة الكسارات في المنطقة، بشكل عشوائي دون أي تنظيم لها، خلافا لما اتفق عليه سابقا، الأمر الذي يترك تداعيات سلبية على المواطنين ومزروعاتهم.
ويأتي هذا الاحتجاج في ضوء الغضب والاحتجاج كذلك على تراجع الحكومة عن وعودها بشأن مستشفى عتيل الحكومي، واعتماده من وزارة الصحة كمركز طوارئ بدلا من مستشفى، حيث اعتبر الأهالي والفصائل ما جرى تنصل مما تم الاتفاق عليه سابقا، وإدارة الظهر من قبل بعض الوزراء في الحكومة لقرارات صدرت من الرئيس ومجلس الوزراء.
هذه الاحتجاجات جميعها، ليست الأولى على أهالي طولكرم، الذين أمضوا الصيف الماضي وهم يحتجون على مشكلة قطع التيار الكهربائي عن منازلهم بشكل متكرر ولساعات طويلة، يزداد ذلك القطع مع ازدياد درجات الحرارة وهي المشكلة التي لم تستطع الحكومة حلها، وكأن قدر الكرميين التظاهر بالصيف والاحتجاج بالشتاء، والذين باتوا يعتقدون أن هناك اقصاء وتهميش متعمد لمحافظتهم.
الحكومة تتراجع عن وعودها
وحول ما يجري في طولكرم، قال المحامي يزيد مخلوف لـوطن، إن هناك احتجاجات شعبية على التراخيص الممنوحة لعمل كسارات في منطقة سفارين ومنطقة الكفريات وطولكرم، نظرا لقربها من منازل المواطنين، وتأثيراتها على الحياة البيئية والزراعية.
وأبدى مخلوف استغرابه من سرعة الإجراءات التي تجري بها ترخيص الكسارات، والتي سارت بطريقة غير مفهومة رغم وجود قرار من مجلس الوزراء بوقف اي كسارات في المنطقة، لافتا ان القائمين على الكسارات يقومون بإجراءات متسارعة وغير مفهومة لترخيصها والعمل فيها.
وأشار مخلوف الى ان احتجاجات المواطنين، تنباع من شعورهم بخطورة هذا الامر على بيوتهم وصحتهم والحياة البيئية في المنطقة، لافتا الى ان جميه أهالي طولكرم يستشعرون خطورة ذلك ويرفضونها، ويشعرون بالخشية من ان ذلك قد يفتح شهية بقية المستثمرين لإقامة كسارات جديدة الامر الذي يهدد بتدمير المنطقة برمتها بيئيا وزراعيا وصحيا.
ولفت مخلوف الى ان أعضاء اقليم فتح والفصائل في طولكرم ادانوا هذا الامر، وقدموا استقالاتهم، نظرا لعدم التجاوب مع مطالبهم، والاخلال بما جرى التوافق عليه مع الحكومة والتزامها بوقف الكسارات، واعداد دراسة حقيقية كاملة لهذا لملف الذي بحاجة لتنظيم وان يراعي مبادئ محددة.
ولا يقتصر الاحتجاج على الكسارات، بل يطال كذلك قرار وزيرة الصحة بتحويل مستشفى عتيل الى مركز للطوارئ.
وقال مخلوف ان مستشفى عتيل جرى تشييده بقرار من مجلس الوزراء، وبتبرع من أهالي عتيل الذي قدموا المبنى وكل الخدمات والاحتياجات لكن وزيرة الصحة تراجعت عن القرار وقررت تحويله الى مركز طوارئ، علما ان وجود مستشفى في تلك المنطقة مهم للغاية ويخدم العديد من التجمعات السكانية.
ولفت مخلوف ان سكان المحافظة يشعرون ان تراجع الحكومة عن هذا القرار واحد من سلسلة تراجعات عن الوعود التي وعدت الحكومة بها الناس سابقا والتي لم تنفذ، حيث يشعر أهالي طولكرم ان هناك عدم اهتمام بهم، ومهملين.
ابقاء حالة الطوارئ والتلويح بخطوات تصعيدية
من جانبه عقد مجلس الخدمات المشترك – الشعراوية، اجتماعا هاما مساء الجمعة، طالب في ختامه وزارة الصحة بالعدول عن القرار الجائر بخصوص مستشفى عتيل ومطالبتها بالعمل على تشغيل المستشفى بشكل كامل وليس مركز طوارئ، وان يكون ذو استقلالية تامة بحيث يكون تابع للإدارة العامة للمستشفيات.
وطالب المجلس وزارة الصحة بإعادة الكادر الطبي والاداري المفروز على اسم مستشفى عتيل وعددهم 120 كادر، وتحديد جدول زمني واضح لتشغيل كافة اقسام المستشفى، وتقديم تعهد والتزام واضح وصريح لتوريد كافة المستلزمات والاحتياجات والمعدات اللازمة لأقسام المستشفى.
وقرر المجلس الابقاء على جالة الطوارئ المعلنة في المنطقة والبدء بخطوات تصعيدية واحتجاجية ضمن خطوات متصاعدة بشكل مشترك وبتخطيط وتعاون مستمر بين الهيئات المحلية بحيث تكون شاملة على مستوى منطقة الشعراوية لتحقيق كافة المطالب.
الفصائل: لن نقف مكتوفي الأيدي ازاء هذا الاجحاف التهميش الممنهج بحق طولكرم
من جانبها اعربت فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم في بيان لها عن قلقها الكبير ازاء السياسات التي تنتهجها بعض مؤسساتنا الحكومية في التعامل مع محافظة طولكرم عبر ادارة ظهرها للمطالب والحقوق العادلة والمشروعة التي ينادي بها المواطن الكرمي تعزيزاً لحقوقه المشروعة.
وتابعت الفصائل "حفاظاً على السلم الأهلي وعلى منجزاتنا الوطنية التي عمدت بدماء الشهداء، ومن هذا المنطلق وأمام الأحداث المتسارعة التي تشهدها محافظة طولكرم على أكثر من صعيد، حيث تعبر جماهيرنا الكرمية في منطقة (الشعراوية) عن احتجاجها المشروع على قرار وزارة الصحة اقتصار العمل في مستشفى عتيل الحكومي باعتباره قسماً للطوارئ فقط، والذي جاء افتتاحه كمستشفى حكومي يخدم أكثر من ثمانين ألف مواطن في قرى وبلدات الشعراوية، وكذلك الجماهير التي خرجت في منطقة (الكفريات) احتجاجاً على الموافقة على اقامة الكسارات في المنطقة والتي تهدد البيئة والصحة وتدمر المشاريع الزراعية والتطويرية في تلك المناطق، وكذلك التحركات المطلبية العادلة التي يقوم بها موظفو الهلال الأحمر الذين تمت الاجراءات الحكومية من أجل استيعابهم في العمل في وزارة الصحة حيث يعانون الاجحاف والتهرب الرسمي في الايفاء بقرار ادماجهم في العمل بمستشفى الشهيد ثابت ثابت، فبعد أكثر من عام ونصف ما زالت أمورهم عالقة ودون حلول عملية وملموسة".
واضافت " اننا في فصائل العمل الوطني ومن منطلق مسؤولياتنا الوطنية والمجتمعية لن نقف مكتوفي الأيدي ازاء هذا الاجحاف وهذا التهميش الممنهج الذي يمارس بحق محافظة طولكرم ومواطنوها الذين يحتاجون الى الخدمات الصحية والتعليمية والتنموية ومعالجة كافة القضايا التي باتت سيفاً مسلطاً على الجميع، ومن هنا وباسم أهالي طولكرم ومؤسساتها وفعالياتها الوطنية والشعبية نطالب الحكومة الفلسطينية بسرعة معالجة القضايا والتوقف عن الوعود التي لم تكن سوى كلام في كلام، واتخاذ التدابير العاجلة لإنصاف محافظة طولكرم والالتزام بتطبيق كافة القرارات التي تم تخصيصها لطولكرم خلال اجتماع مجلس الوزراء فيها، وكذلك العمل على وقف القرار الذي اتخذته وزيرة الصحة فيما يتعلق بمستشفى عتيل وتوفير كافة الامكانيات لتشغيل المستشفى، وتوفير الامكانيات لتطوير العمل في مستشفى الشهيد ثابت ثابت، ومعالجة ملف العاملين في الهلال بتثبيتهم وتصنيفهم وانصافهم، والتوقف فوراً عن اعطاء أي تراخيص أو موافقات لإقامة الكسارات جنوبي طولكرم".
وقالت الفصائل " محافظة طولكرم تستحق الوفاء بكافة الالتزامات اتجاهها فهي محافظة تعاني من الواقع الاقتصادي المتري وارتفاع معدلات البطالة وتحتاج الى الدعم لتنمية التوجهات التطويرية في كافة القطاعات والمجالات وهذا واجب على الحكومة الفلسطينية وكافة وزاراتها ومؤسساتها بالعمل على توفيرها لتبقى طولكرم نموذجاً للتنمية والنجاح والتطور، ونحن في فصائل العمل الوطني سنبقى كما كنا دائماً الى جانب شعبنا والى جانب قضاياهم المطلبية ولن نتردد باتخاذ خطوات أخرى اذا لم يتم التجاوب السريع مع المطالب العادلة لطولكرم".
أعضاء فتح قدموا استقالاتهم
وكان عدد من قيادات وأعضاء حركة فتح في محافظة طولكرم، استقالاتهم بشكل جماعي، اليوم الأربعاء، بعد قرار من إقليم حركة فتح في طولكرم، احتجاجاً على قرار رسمي بالتراجع عن استكمال تجهيز مستشفى عتيل الحكومي واعتماده من وزارة الصحة الفلسطينية فقط كمركز طوارئ.
واعتبرت حركة فتح في طولكرم، أن ما جرى هو تنصل مما تم الاتفاق عليه سابقا، وإدارة الظهر من قبل بعض الوزراء في الحكومة لقرارات صدرت من الرئيس ومجلس الوزراء.
وقال اياد جراد امين سر حركة فتح في طولكرم لوطن في وقت سابق، ان قيادات واعضاء حركة فتح في محافظة طولكرم قدموا استقالاتهم احتجاجا على تحويل مستشفى عتيل الى مركز طوارئ تابع الى مستشفى ثابت ثابت الحكومي علما بانه أصبح مستشفى بناء على قرار الرئيس وبإعلان وزيرة الصحة وبحضور محافظ طولكرم.
القضية الاخرى هي اعادة فتح التراخيص للكسرات في منطقة الكفريات وهي المنطقة التي يجب ان نمتد فيها عمرانيا ومن دون موافقة المجالس المحلية والبلدية للمنطقة، وعدم تثبيت موظفي الهلال الاحمر في المحافظة والذين يعملون منذ حوالي سنة ونصف.
وقال ان موقفهم موحد من اجل الحفاظ على مصلحة المحافظة وان الاقليم في حالة انعقاد جلسة طارئة ودائمة، موضحا انهم متمسكون في الاستقالة حتى تعدل الحكومة عن قراراتها الاخيرة.
وكالة وطن للأنباء