قائد الطوفان قائد الطوفان

حي بئر أيوب.. بوابة الأقصى الجنوبية الصامدة  

حي بئر أيوب
حي بئر أيوب

رشا فرحات

في مدينة القدس، مدينة القصص الدينية الكثيرة والتاريخ الطويل، يقال إن نبينا أيوب مر بجانب إحدى آبارها التاريخية وشرب من مائها الحلوة واغتسل فسميت بئر أيوب تيمناً به، أو بصبره، الذي تلقفه أهالي القدس وتميزوا به.

منطقة تاريخية، جزء من الرواية العربية، تقع في قلب سلوان، كدليل آخر على عروبة المدينة، جففها الاحتلال اليوم، ولا زال يسعى لاختراع طريقة لتهويد الشكل والمضمون، ليضمن طمس الحقيقة كاملة.

جدد صلاح الدين الأيوبي عمارة البئر مع المنطقة التي تحتضنها قبل حوالي 900 عام، مياهها عذبة رقراقة وكانت مصدرا للسقيا في المنطقة الجنوبية للأقصى ولأهالي سلوان تحديدا.

وفي جوار البئر يوجد مسجد بئر أيوب الذي حدثنا عنه عبد الكريم أبو اسنينة عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان، قائلا: "منطقة البئر والمسجد هي من الأماكن التاريخية المهددة بالاستيطان ولكنه لا زال عامرا حتى اليوم، مضيفا: "لقد جدده أهالي القدس قبل أقل من عشرين عاما، ولا زال تحت إدارة الأوقاف الأردنية".

صالح الشويكي عضو لجنة الدفاع عن أهالي سلوان أكد أن منطقة حي بئر أيوب منطقة عصية وقوية رغم تعرضها اليومي للاقتحامات لأنها المنطقة الوحيدة في سلوان التي لم يخترقها المستوطنون حتى الآن.

لطالما واجه شبان سلوان الجيش في منطقة بئر أيوب حتى يظل الحي عصيا على الانكسار رغم أن غالبية المنازل الموجودة في حيِّ بئر أيوب يهددها بالهدم الاحتلال لأنه يسعى للسيطرة عليها وطرد سكانها؛ وذلك ضمن مخطط حدائق التوراة المعلقة، كما حدث في مناطق سلوان الأخرى.

يعتقل الاحتلال يوميا عددا من الشبان القانطين في الحي الخاضع لبلدية الاحتلال والمواجهين الدائمين للجنود، بينما يدار الجامع من هيئة الأوقاف الدينية كغيره من الأماكن الأثرية الإسلامية في القدس، حسب قول الشويكي.

ويحاول الاحتلال بشكل دائم سلب المنازل من أصحابها في منطقة بئر أيوب باستخدام قانون أملاك الغائبين، لذلك يواجه الأهالي معركتهم هناك في سلوان كما فعل أهالي الأحياء الأخرى. وتكمن أهمية المكان في أنه الحامي للجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، ويدخل ضمن المسار الذي يحضره الاحتلال لاستكمال مشروع الحدائق الاستيطانية.

وتعتبر (الحديقة الوطنية المحيطة بأسوار القدس) التي تم الإعلان عن تخصيصها في العام 1974، أول حديقة توراتية يتم الحديث عنها في القدس، وتشمل الأراضي المخصصة لها معظم مساحة حي وادي حلوة في سلوان، ومنذ ذلك الوقت وما تسما فتئت (سلطة الآثار) تحفر وتهدم في سلوان بالتعاون مع جمعية (إلعاد) الاستيطانية.

ويعد الاحتلال مشروع الحدائق التوراتية أو ما يسمى "حديقة الملك" جزءا من مشروع واسع لترحيل سكان بلدة سلوان من منازلهم، حيث يعتبر حي بئر أيوب جزءا من سلوان ولا زال الأهالي يواجهون كل يوم مخططات بلدية الاحتلال.

 وبحسب الخطة التهويدية، فإن بلدية الاحتلال تنوي هدم خمسين مبنى في سلوان بدعوى أنها غير مرخصة مقابل ترخيص أربعين مبنى في الحي بهدف إنشاء مرفقها السياحي التوراتي.

البث المباشر