تعمل سلطات الاحتلال وفق مخططات تهويدية وجرائم متعددة لتهجير سكان قرية أم الحيران في منطقة النقب، وفق سياسة ممنهجة للتضييق عليهم وملاحقتهم.
وتخطط سلطات الاحتلال لتهجير سكان القرية وإقامة مستعمرة مكانها ضمن سياسة الاستيلاء على مناطق أوسع في منطقة المثلث.
ويجدر الإشارة إلى أن القرية تتعرض للاقتحامات باستمرار من جيش الاحتلال، في ظل رفض الأهالي عروضا بقسائم بناء في قرية حورة المجاورة.
سياسة ممنهجة
المختص في شؤون الاستيطان، عصمت منصور، أكد أن قرية أم الحيران تعتبر على رأس قائمة الاحتلال في استهدافاته لمنطقة النقب.
وقالت منصور في حديث لـ "الرسالة نت" إن هناك صمودا أسطوريا من سكان "أم الحيران" رغم محاولات التهجير المتكررة.
وأوضح أن (إسرائيل) فشلت في تهجير السكان الأصليين على مدار سنوات، وهو ما جعل منها رمزا للصمود، لافتا إلى أن القرية تمتلك رمزية خاصة لدى سكان النقب والمثلث أجمع".
وحذّر من مشروع كامل لإخلاء منطقة النقب، يستهدف قرية أم الحيران والقرى المجاورة لها.
وأشار إلى أن سيطرة الفلسطينيين في النقب على مساحات كبيرة لا يُرضي الاحتلال الذي يعمل باستمرار للضغط على السكان لتهجيرهم.
ودعا منصور لإسناد ودعم سكان قرية أم الحيران ضد سياسة التهجير، مؤكدا أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القيادة الفلسطينية في عدم ترك السكان في مواجهة جيش الاحتلال وحدهم.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة (الإسرائيلية) الأسبوع الماضي، مدعومة من الوحدات الخاصة والخيالة ورجال المخابرات، قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، وذلك بعد خمس سنوات من تجميد اقتحامات القرية في أعقاب استشهاد يعقوب أبو القيعان عام 2017.
وجددت السلطات (الإسرائيلية) بذلك إجراءات تنفيذ مخطط تهجير السكان العرب الفلسطينيين من قرية أم الحيران، بغية إقامة مستوطنة يهودية، وتمكين الجهات المعنية بمباشرة العمل لإقامة البنية التحتية الحديثة للبلدة اليهودية المقرر إقامتها على أنقاض قرية أم الحيران تحت اسم "حيران".
وقال سليم أبو القيعان، إن قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة باشرت عملها لإقامة بلدة يهودية مكان بلدة أم الحيران".
وأوضح أن (إسرائيل) تسعى لإقامة المستوطنة بعد أن جمدت العمل بعد استشهاد يعقوب أبو القيعان، قائلا: "ونحن سكان قرية أم الحيران نعارض هذا المخطط الذي يلغي وجودنا لتمكين إقامة بلدية يهودية مكاننا باسم حيران".
تقويض الهوية الفلسطينية
في حين، قال المختص في شؤون السياسة والاستيطان، عامر سعد، إن الاحتلال يعمل بكل ما أوتي من قوة على الإسراع بعمليات التهويد وخصوصا في منطقتي القدس والنقب.
وقال سعد :"إن صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم يزيد من عمليات التهويد، بشكل كبير جدا دون أي حسيب أو رقيب".
ولفت إلى الاحتلال يعمل منذ سنوات طويلة على تقويض الهوية الفلسطينية والتهديد الوجودي عبر دمج الكثير من الفلسطينيين في النقب ضمن دولة الاحتلال.
وأضاف في حديث لـ "الرسالة نت": "رغم حالة اليقظة الكبيرة من الفلسطينيين البدو في النقب التي تعتبر أم الحيران أهم مناطقها إلا أنه لا يوجد هناك استراتيجية وطنية حقيقية لدعم صمودهم والعمل على تعزيزهم".
ومنذ عام 2003، يخيم على القرية شبح الهدم، وكانت المحكمة العليا قد رفضت التماس أهل قرية أم الحيران لمنع إخلائها عام 2014 بهدف إقامة مستوطنة يهودية مكانها.