لم يدم فرح الاحتلال كثيرا بما رآه إنجازاً في اغتيال القائد أحمد الجعبري قبل عشرة أعوام، ولم يتصور قادة الكيان الصهيوني يومًا أن تكون عاصمتهم المزعومة (تل أبيب) هدفًا لصواريخ المقاومة الفلسطينية المتواضعة في إمكانياتها، والقوية في إرادتها وعنفوانها.
فبعد أقل من 9 ساعات من عملية الاغتيال الغادرة والجبانة للقائد ومرافقه "محمد الهمص" وسط قطاع غزة، مساء الرابع عشر من نوفمبر 2012، خرجت الكتائب متوعدة الاحتلال بأنه فتح على نفسه "أبواب جهنم"، ليشكل ردها صدمة قوية لقيادة العدو السياسية والعسكرية.
في تمام الساعة 23:57 بالضبط، حقق القسام ما كان يخشاه قادة الاحتلال، وأوفت الكتائب بوعدها ليكون لها السبق بقصف (تل أبيب) بصاروخ M75، كأول فصيل فلسطيني مقاوم يستهدف عاصمة الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين عام 48، الأمر الذي خلق حالة إرباك وقلق شديدين لدى قادة العدو وكيانه.
وكانت كتائب القسام أكدت آنذاك في بيان عسكري لها، أن اغتيال القائد الكبير أحمد الجعبري بداية لحرب التحرير ونذير شؤم على بني صهيون الذي ينحدر إلى هاوية الزوال.
وأعلنت قصفها لمدينة (تل أبيب) في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع مع المحتل، وذلك في إطار الرد الأولي على اغتيال القائد الجعبري، وجرائم الاحتلال.
وأوضحت الكتائب، أن صاروخ M75 كان عنوان الانتصار، وهو حجر من حجارة السجيل، الذي زلزل عروش وحصون المحتل في (تل أبيب) وفي القدس، صنع بأيد قسامية بحتة بفضل الله ومنته.
وأن "هذا الصاروخ أسميناه تيمنا بالقائد الدكتور إبراهيم المقادمة، والذي كانت له أياد بيضاء على الجهاد في أرضنا المقدسة تخليدا لذكراه الطيبة".
المصدر: موقع القسام