قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه سيضطر للتعامل مع رئيس وزراء حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) الأسبق بنيامين نتنياهو الذي أعيد انتخابه هذا الشهر، رغم أنه يعرف أن نتنياهو "رجل لا يؤمن بالسلام".
وأضاف عباس للتلفزيون السلطة "أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينيات.. وتعاملت معه كثيرا، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلا لإسرائيل؟".
وقال عباس الذي تتمتع سلطته بسيطرة محدودة على الضفة الغربية التي تحتلها (إسرائيل)، إنه يجب أن يكون هناك حل سلمي للصراع المستمر منذ عقود.
وتم تسجيل المقابلة -التي بثها أيضا التلفزيون المصري- يوم الجمعة.
واستطرد عباس خلال المقابلة قائلا "توجد مشكلة بيني وبين إسرائيل، إسرائيل تحتل أرضي وبلادي، من رئيس وزرائها؟ نتنياهو. أنا مجبر أن أتعامل معه، وفي نفس الوقت أنا متمسك بمواقفي، يعني إذا هو غير مؤمن بالسلام أقول دعنا نلاقي حلا آخر؟ السلام حتمي، ولا بد من السلام".
وكان نتنياهو قد توصل فترة حكمه السابقة إلى تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وقال أمس الأحد إنه سعى للتوصل إلى اتفاقات سلام مع دول عربية أخرى، وهو أمر يمكن أن يساعد نهاية المطاف في إنهاء الصراع (الإسرائيلي) الفلسطيني حسب زعمه.
وقد توقفت محادثات السلام (الإسرائيلية) الفلسطينية منذ عام 2014.
وكان رئيس الكيان (الإسرائيلي) إسحاق هرتسوغ قد كلف أمس نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، بعدما تصدّر الأخير الانتخابات التشريعية التي أجريت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، مع حلفائه باليمين المتطرف.
ويُتوقع أن يشكل نتنياهو حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ (إسرائيل)، وذلك يثير كثيرا من المخاوف في الداخل والخارج.
وفي مؤتمر صحافي في مقر رئاسة الكيان بالقدس، قال هرتسوغ وإلى جانبه نتنياهو إنه كلفه رسميا بتشكيل الحكومة، وسلّمه خطاب التكليف.
وتطرق هرتسوغ، في مراسم بُثت على التلفزيون، إلى محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد قائلا إنها لا تشكل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد.
وأضاف "حقيقة أن هناك محاكمة ضد نتنياهو لم تغب عني، لكنّ هناك قرارا للمحكمة العليا في الموضوع. لذلك بعد التفكير ووفقا للقانون، قررت أن أعهد إليك بتشكيل الحكومة".
وسبق أن رفضت المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) التماسات لمنع نتنياهو من تولي منصب رئيس الوزراء في ظل محاكمته التي بدأت في 24 مايو/أيار 2020، في قضايا فساد تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
أما نتنياهو فقد تعهد ببذل جميع الجهود كي تكون حكومته ناجحة ومستقرة ومسؤولة.
وأشار إلى ما وصفها بإنجازات حققها في حقبته السابقة من قبيل توفير الأمن، وجلب اللقاحات، وتوقيع اتفاقات سلام مع دول عربية، حسب قوله.
المصدر : الجزيرة + رويترز