التقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة بالي الإندونيسية.
ولدى ترحيب الرئيس الصيني بنظيره الأميركي ابتسم بايدن قائلا "من الجيد رؤيتك"، مستهلا بذلك محادثات مكثفة من المتوقع أن تستمر ساعتين.
وسيكون هذا اللقاء الشخصي الأول لبايدن مع شي منذ وصول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض، وكان الرجلان قد التقيا في العام 2017 عندما كان بايدن نائبا للرئيس.
وأكد بايدن لشي أنه "لا بديل" عن المحادثات المباشرة، وقال في مستهل اللقاء إن الولايات المتحدة والصين تستطيعان إدارة خلافاتهما وقادرتان على منع تحول المنافسة بينهما إلى صراع.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن العالم يتوقع من الصين والولايات المتحدة أن تضطلعا بدور مهم لمعالجة قضيتي التغير المناخي والأمن الغذائي.
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قال للمراسلين قبل ساعات من الاجتماع إن الهدف الأساسي هو وضع "حواجز أمان" و"قواعد واضحة للطريق"، مضيفا "نقوم بكل ذلك لضمان ألا تتحول المنافسة إلى نزاع".
من جانبه، لفت الرئيس الصيني إلى أهمية العلاقات بين بكين وواشنطن، وضرورة رسم مسار صحيح لها، وفق تعبيره.
وأضاف شي أنه يتعين العمل مع كل الدول كي يكون هناك أمل في السلام والاستقرار ولتخطي الأزمات.
وقال شي للرئيس الأميركي "كلنا نهتم كثيرا" بالعلاقات الأميركية الصينية، مضيفا أنه مستعد لتبادل الرؤى بشكل صريح وعميق بشأن القضايا الإستراتيجية مع بايدن بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
وأعربت الصين عن أملها في أن يعيد الاجتماع بين الرئيسين الأميركي والصيني العلاقات "إلى مسارها".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري "نأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين للسيطرة على الخلافات وتعزيز التعاون المفيد للطرفين، وتجنب سوء التفاهم وسوء التقدير لدفع العلاقات الأميركية الصينية إلى مسارها الصحيح ومن أجل التنمية الصحية والمستقرة".
ويأتي لقاء الرئيسين في وقت تتزايد فيه حدة التنافس بين الاقتصادين الكبيرين وفيما أصبحت بكين أكثر قوة وإصرارا على استبدال النظام الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ساد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن المتوقع أن يحاول بايدن دفع الصين إلى كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية التي أثارت مخاوف من أن تجري بيونغ يانغ قريبا تجربتها النووية السابعة.
لقاء صيني أسترالي
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أنه سيجري محادثات مع الرئيس الصيني في بالي غدا الثلاثاء، في أول اجتماع على مستوى القادة بين البلدين بعد فتور في العلاقات دام سنوات.
وقال ألبانيز لوسائل الإعلام لدى وصوله إلى الجزيرة للمشاركة في قمة مجموعة العشرين "سأعقد غدا اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الصيني شي".
وتبادل زعيما أستراليا والصين أطراف الحديث لمدة وجيزة خلال قمة مجموعة العشرين التي استضافتها اليابان عام 2019، لكن أي لقاء رسمي لم يجمعهما منذ 5 سنوات.
ولا تزال الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، لكن العلاقات شهدت فتورا على خلفية نفوذ الصين وسلوكها في منطقة آسيا والمحيط الهادي وكادت تنهار بعدما دعت كانبيرا إلى تحقيق بشأن مصادر "كوفيد-19″، لكن يبدو أن انتخاب اليساري الوسطي ألبانيز قدم فرضة لكسر الجمود.
على صعيد آخر، ذكر تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) نقلا عن مسؤولين إندونيسيين أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (72 عاما) نقل للمستشفى بعد وصوله إلى جزيرة بالي لحضور قمة مجموعة العشرين، لكن لافروف نفى ذلك التقرير ووصفه بالكاذب.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "هذا بالطبع ذروة التزييف"، ونشرت زاخاروفا مقطع فيديو للافروف وزير خارجية الرئيس فلاديمير بوتين منذ عام 2004 جالسا في الهواء الطلق في فناء مرتديا سروالا قصيرا ويقرأ وثائق.
وردا على سؤال حول التقرير قال لافروف إن الصحفيين الغربيين يكتبون كذبا على مدى 10 سنوات أن بوتين مريض، مضيفا بابتسامة ساخرة "هذا نوع من الألعاب ليس بجديد في الساحة السياسية".
المصدر : الجزيرة + وكالات