باتت قضايا سرقة القواعد العسكرية في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، تتكرر بشكل دائم وفي أغلبية المعسكرات المنتشرة في الداخل المحتل.
وتعكس حوادث سرقة القواعد العسكرية قلقا متناميا لدى قيادة الاحتلال في حوادث تكشف عن عقلية جنود الاحتلال والنظر للتربح من عتاد الجيش.
ووفق مختصين فإن تكرار حوادث سرقة ذخائر الجيش يعكس الفجوة الأمنية التي تتسع في جيش الاحتلال بين القيادة والجند.
سقوط عسكري
وأكد المختص في الشأن الأمني إسلام شهوان أن سرقة قواعد جيش الاحتلال سلوك يتكرر بشكل شبه يومي، "وهو ما يدلل على السقوط العسكري والأخلاقي وانعدام الثقة لدى جنود الاحتلال".
وقال شهوان في حديث لـ "الرسالة نت" إن سرقة قواعد الجيش هدفها البحث عن التربح على حساب الحالة الأمنية في دولة الاحتلال.
وأوضح أن هناك معلومات لدى قيادة الاحتلال، بأن الجنود الذين يسرقون الذخائر العسكرية يبيعون الأسلحة للفلسطينيين وتصل للمقاومة.
وأشار إلى أن هناك حالة قلق كبيرة بين قيادة الجيش من هذه المسألة، "وهم يعرفون الخطر الكبير لها دون مقدرتهم على حلها".
وبيّن أن سرقة الجنود للسلاح يعدم شرف العسكرية، ويكون البوابة الرئيسية لهزيمة الجيش، القائم على المصالح الشخصية فقط.
وفي تحقيق أجراه جيش الاحتلال، عقب سرقة ذخيرة بمعسكر "الصنوبر"، كشف قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو عن ثغرات في البنية التحتية الأمنية في المعسكر، وأن هناك إنذارات كاذبة كثيرة واستجابة غير كافية في مبنى تخزين الذخيرة.
وفيما يتعلق بالفجوة في البنية التحتية الأمنية للمعسكر، أكد مسؤولون عسكريون أن هناك خطة علاجية سيتم تحقيقها خلال عام العمل المقبل.
وعرض قائد الفرقة 210 العميد تسيون رتسون على قائد المنطقة الشمالية النقاط الرئيسية للتحقيق الأولي في اقتحام وسرقة معسكر "الصنوبر".
وكشف التحقيق أنه بعد الحادث مباشرة انضمت القوات لإجراء عمليات مسح واسعة وجرد للأسلحة، وأشار قائد المنطقة الشمالية إلى التعاون التنظيمي بين الجيش والشرطة والشاباك فور وقوع الحادث، والذي سيستمر في الأيام المقبلة.
وكان قائد المنطقة وجّه بتشكيل لجنة خبراء برئاسة قائد اللواء 4 المقدم ميكي شارفيت، والتي ستحقق وتدرس جميع الأسباب والإخفاقات التي جعلت حادث سرقة الذخيرة ممكنا.
وستعرض نتائج التحقيق على قائد المنطقة الشمالية في غضون شهر تقريبا، بالإضافة إلى ذلك، سيتم فحص مسألة تجميع الذخيرة في معسكر صنوبر وسيتم بناء قدرة إنذار مبكر.
وفي ملخص التحقيق، وجه قائد المنطقة للقيام بعدد من الخطوات الفورية، بما في ذلك تدريبات على الحراسة في جميع الوحدات في القيادة الشمالية وإجراء تقييم آخر مخصص للوضع فيما يتعلق بحماية المعسكرات.
في حين قال المختص في الشأن (الإسرائيلي)، عبد الرحمن ملالحة، إن سرقة الذخائر والعتاد العسكري لدى الاحتلال ناتج عن عمليات بيع يجريها عدد من الجنود (الإسرائيليين) للتربح.
وأوضح ملالحة في حديث لـ "الرسالة نت" أن فشلا استخباريا كبيرا تعاني منه (إسرائيل) في ظل عدم معرفتها كيف تتم السرقة ومن يعمل على هذا الملف والتخوفات الكبيرة من بيع هذه الأسلحة لمقاومين فلسطينيين.
وأكد أن ما يحدث في جيش الاحتلال يدلل على أننا دخلنا مرحلة بداية النهاية، "وبوادر السقوط بدت واضحة عبر السقوط العسكري والأخلاقي".