قائمة الموقع

أسماء هريش: "بنَفَس المحارب" دافعت عن شقيقي في سجون السلطة

2022-11-16T09:40:00+02:00
المعتقل السياسي أحمد هريش.jpg
الرسالة نت- مها شهوان

بنَفَس المحارب دافعت عن شقيقي 157 يوما، حتى انتزع حريته بأمعائه الخاوية بعد إضرابه عن الطعام". هكذا اختصرت أسماء هريش رحلة دفاعها عن شقيقها أحمد الذي اعتقل في سجون السلطة بحجة أنه ومجموعة من الشباب يجهزون لانقلاب في الضفة المحتلة ضد السلطة.

حين تكتب أسماء الصحافية عن قضايا المظلومين في بلادها تتعاطف معهم، فهي اعتادت ذلك، لكن حين يكون "الجرح بالكف" فإن القضية تختلف، لذا راحت هريش تحارب وتفضح جرائم السلطة والانتهاكات التي ارتكبتها السلطة بشقيقها ورفاقه.

بعدما أفرجت السلطة عن أحمد قبل أيام، التفت الجميع لقوة شقيقته التي أخذت على عاتقها من اللحظة الأولى لاعتقاله الدفاع عنه، رغم التهديدات التي تعرضت لها ومحاولات منعها من النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والحديث إلى الصحفيين.

تقول أسماء: "أذكر أن التلفون رن الساعة الواحدة منتصف الليل وكان أحمد (..) طلب مني عدم النشر حينها سمعت وفهمت أنه يقول انشري"، متابعة: حين أفرج عنه أكد لي أنه كان تحت الضغط حين طلب ذلك.

وتضيف: تبنيت قضية شقيقي دون التنازل بعدما زرته في المحكمة بعد أسبوع من اعتقاله، حيث كان يتأوه كثيرا وشاهدت آثار التعذيب على جسده، حينها قررت أن لا قضية أمامي سوى هو حتى يطلق سراحه".

وتوضح أنها كانت بين نارين وفي حيرة من أمرها ما بين التصعيد الإعلامي أو الصمت بسبب الوضع النفسي لعائلتها، لكنها قررت النشر دون الانصياع لتهديدات السلطة، بعدما شاهدت وضع شقيقها في المحكمة.

وتحكي أسماء أنها في البداية كانت تدافع عن شقيقها وحده وبأدوات بسيطة، لكن بعد شهر باتت تتعرف على أهالي المعتقلين السياسيين، وباتوا يطلبون منها الدفاع عن أبنائهم فغالبيتهم لم يجرؤ على نشر حرف واحد بسبب تهديدات الأجهزة الأمنية.

وتذكر أن شقيقها اعتقل عند الأجهزة الأمنية 12 مرة، ولدى الاحتلال 5 مرات، لكن المرة الأخيرة كانت الأصعب، حين بدأت تخرج إشاعات تروج لها عناصر الأجهزة التابعة للسلطة عبر مجموعات الواتساب أن الشباب المعتقلين يخططون للانقلاب لتخريب رام الله.

قوة الإشاعات وبداية تصديقها من بعض المواطنين دفع أسماء إلى الوقوف في وجهها ودحضها حتى نجحت في ذلك.

وتؤكد أن محاربتها للأجهزة الأمنية كان حملا ثقيلا ويحتاج جهدا مضاعفا، إلا أن قدرتها على إثبات الحقيقة والتأثير في الرأي العام كان مصدر قوة وثبات بالنسبة لها.

ومن مشاهد القوة التي نقلتها وسائل الإعلام لأسماء وقت خروجها وهي تصرخ وتردد "إن أردتم أن يكون هناك نزار بنات 2، فاتركوا أخي ورفاقه يعانون التعذيب في سجون السلطة".

وتقول: "بقيت أدافع 70 يوما حتى يخرج شقيقي ويكون أول من يحتضن ابنه البكر، لكن بسبب ظلم الأجهزة الأمنية بقي حتى انقضى 157 يوما"، مضيفة: عدم تواجد أخي يوم ميلاد ابنه أشعرني بأن قواي خارت لكن تمالكت نفسي وبدأت أتواصل مع وسائل إعلام ومؤسسات حقوقية حتى أوصل صوت المظلومين.

وأكدت أن التحدي كان عنوانها في كل مرة، فهي من اختارت المضي في هذا الطريق حتى وجدت نفسها وحيدة تصرخ بالحق في كل الميادين، لإيمانها بأن شقيقها ومن معه أبرياء من التهم التي حولت من سياسية إلى جنائية، حتى نجحت في النهاية بانتزاع حريتهم وانتصروا بأمعائهم الخاوية على السجان.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00