كشفت الوثائق الخاصة باستماع الشهادات حول وفاة الرئيس ياسر عرفات، عن خبايا وكواليس تتعلق بالصراعات داخل الصف الأول لقيادات مركزية فتح، وما يكنّه كل منهم تجاه الآخرين ما يدلل على التخوين وانعدام الثقة!
وكشفت الوثائق عن حجم التخوين وتبادل الاتهامات بالتجسس بين قيادات فتح التي كانت محيطة بالرئيس الراحل ياسر عرفات.
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، كشف انطباعات الفريق حوله، قائلًا: "بصراحة دائمًا كان عدد من الإخوان يعتبرونني جاسوس "أبو عمار" بما فيهم بعض أشخاص في اللجنة المركزية، وكانوا يحاولون إخفاء بعض الأمور عني".
عبد ربه اتهم شخصيات بأنها كانت تقول إن "أبو عمار" وراء كل المصائب وهم (نبيل عمرو، أبو مازن، دحلان، أبو علاء إلى حدٍ ما)، مضيفًا: "كانوا يتحدثون عن "أبو عمار" بكلام فاجر".
ويصف عبد ربه الفريق المحيط بعرفات بـالقول: "هم كانوا في عمارة واحدة وبينهم أشخاص بين السذاجة، وبين من يتباهى بأنه معتدل ومستسلم.. مثل نبيل عمرو، وأبو مازن".
أما القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، في شهادته وضع ملاحظة عن صائب عريقات، قال فيها: " أنا قلت رأيي عن صائب عريقات على طاولة الاجتماعات وفي مجلس الوزراء وللأخ "أبو عمار" بأنه لا يصلح لشيء، وقلت رأيي به أيضًا لأبو مازن، وعلنًا بوجود صائب".
ويكشف دحلان أن محمود عباس عمل مع عريقات رغم وصفه له بـ"الجاسوس"، مضيفًا: "أبو مازن تمسّك به بعد أن قال عنه جاسوس، ورفض أن يدخله في الحكومة".
ويضيف دحلان:" رأيي أن صائب ليس جاسوسًا؛ ولكنه لا يصلح للمفاوضات، ولا يصلح لأي عمل جدّي".
الكابتن عدنان السعدي الطيار الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات، ينقل عن الراحل قوله، "يا ابني ثلاثة عقروني أمنيًا وسياسيًا محمود عباس، نبيل شعث، والطيب عبد الرحيم".
بدوره كشف أحمد قريع آخر رئيس وزراء لدى عرفات عن تورط عباس في التخلص من عرفات قائلًا: "أذكر جيدًا أن "أبو مازن" كان في أغلب لقاءاته الدبلوماسية والسياسية يلمح إلى دور "أبو عمار" في إفشال جهود السلام، طبعًا هذا الكلام افتراء".
وأضاف قريع في شهادته: "بعض الشخصيات الفلسطينية مارست الاغتيال السياسي ضد "أبو عمار""، مشيرًا إلى أن "أبو مازن" كان يستند للدعم (الإسرائيلي) والأمريكي ويعتبر نفسه أقوى شخصية.
الراحل د. صائب عريقات كبير مفاوضي السلطة، كشف في شهادته، عن طلب أمريكي لأسماء كثيرة مثل ياسر عبد ربه، مبينًا أنهم طلبوا أيضًا محمود عباس، وأبو علاء قريع من أجل المفاوضات.
وقال عريقات: "كنت أقول لعرفات لست بحاجة لأبو مازن ـوأبو علاء، هؤلاء يسرقونك، وسوف يخونوك".
أحمد عبد الرحمن أحد قادة فتح، قال في شهادته: "أبو مازن أعطى (الإسرائيليين) ما لم يعطهم أحد بماذا ردوا عليه لم يعطوه شيئاً "ولعنوا أبوه"".
بدوره ذكر روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي أن نبيل عمرو وقف للأخ أبو عمار وقال له "نحن من 40 سنة متحملينك وأنت بتقرأ بيتين هالشعر وآيتين هالقرآن" وهذا الكلام لم يعد يمضي علينا، مبينًا أن كلامه كان واضحًا بأنه لا يجوز أن نكون شهود زور.
أما حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية السابق بمنظمة التحرير، فتكشف في شهادتها قائلة: "هناك أشخاص فلسطينيون معهم يريدون تغيير النظام أو يشعروا أن "أبو عمار" لم يكن الشخص المناسب، ولكن كنت مقتنعة أنهم سيقتلوه في النهاية لأنهم أخذوا القرار وبقي التنفيذ".
وفي سياق ردها على سؤال "هل ممكن أن يصل التآمر في بعض القيادات الفلسطينية إلى درجة التحالف مع الغير؟" تضيف عشراوي "بالطبع، وأنا اكتشفت أن المصالح الفردية والذاتية تطغى على المصلحة الوطنية".