لم ينم سكان قطاع غزة، الليلة الماضية، من وقع الصدمة، إثر الحريق الذي اندلع في شقة سكنية بجباليا شمالي القطاع، وأسفر عن استشهاد 21 مواطنا، معظمهم من عائلة واحدة.
الحريق أصاب قلوب الفلسطينيين، خاصة بعدما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة استشهاد جميع من كانوا في المبنى السكني الذي التهمته النيران.
فصائل العمل الوطني والإسلامي دعت للحداد العام، والمشاركة الحاشدة في تشييع ضحايا الحريق المفجع، فيما أعلنت لجنة متابعة العمل الحكومي اعتبار الضحايا شهداء، وتنظيم جنازة رسمية لهم.
وقد بذلت أطقم الدفاع المدني جهودها في السيطرة على الحريق وعدم تمدده لمنازل أخرى ومنع وقوع كارثة أكبر، حيث أن المنزل يقع في منطقة سكنية مكتظة.
وتبيّن من التحقيقات الأولية- بحسب وزارة الداخلية- أن تخزين كمية كبيرة من مادة البنزين داخل المنزل المحترق ساهم بتصاعد الحريق بشكل هائل ووقوع هذا العدد من الوفيات.
عائلة أبو ريا المكلومة، احتسبت أبناءها شهداء، مقدرة وقفة شعبنا في مواجهة هذه الفاجعة.
وقالت في بيان: "استقبلنا مساء اليوم الخميس 17 / 11 / 2022 خبر الفاجعة التي أودت بواحد وعشرين من أبنائنا وأبناء أنسبائنا ببالغ الحزن والأسى وكان الخبر كالصاعقة علينا وألحق بنا الألم النفسي الكبير".
وتابعت "إننا نحتسب أبناءنا مع الشهداء حيث أنهم قضوا بقضاء الله عز وجل وقدره، وإننا لا نعترض على قضاء الله، ونسأل الله أن يكتب لنا الصبر والعوض ويكتب للشهداء الرحمة والمغفرة."
العائلة عبرت عن تقديرها لحالة التعاطف الكبيرة التي عبر عنها شعبنا الفلسطيني الكريم منذ اللحظة الأولى للفاجعة، حيث حاول أبناء شعبنا المساعدة في إطفاء الحريق الذي نشب بالمنزل، وكذلك عملت طواقم الدفاع المدني بجهد كبير في إخماد الحريق رغم ضعف الإمكانيات.
ودعت جميع أبناء شعبنا إلى الترفع عن أي محاولة رخيصة لاستغلال أرواح أبنائنا ومصابنا الجلل واعتبارها مادة للمزايدة.
وناشدت كل العالم وخاصة الدول العربية ودول الخليج العربي والدول الإسلامية نناشدهم بالوقوف معنا في هذا المصاب الجلل، ورفع الحصار الإجرامي عن قطاع غزة الذي يستمر منذ 16 سنة متواصلة على شعبنا بدون وجه حق، والعمل العاجل لإدخال كافة الأدوات والإمكانيات إلى طواقم الدفاع المدني وإلى كل الأجهزة الخدماتية في غزة وذلك لضمان عدم تكرار هذا الحادث الأليم.
وفور وقوع الحادث، تواجدت قيادة حركة حماس وكتائب القسام والعمل الحكومي في منزل عائلة أبوريا شمال غزة ، للمواساة والوقوف على تداعيات الحدث الجلل الذي أصابهم جراء الحريق الكبير.
ونعى القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس شهداء الحادث الأليم معبرا عن خالص تعازيه لعوائل شهداء الحريق المفجع من عائلة أبو ريا وعدد من العوائل الأخرى.
وأكد وقوف حركة حماس إلى جانب المكلومين في هذه الفاجعة الإنسانية، معلنا عن تبني جميع الشهداء الأبرار، ومؤكدًا أن ما حدث من فواجع الأقدار، ويعيد تذكير العالم بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة التي تقع تحت الحصار والنار، وحرمانها من الإمكانات التي تساعدها على التعامل والسيطرة على هكذا حرائق.
وطالب هنية العالم الحر برفع الصوت عاليا واتخاذ كل ما يلزم في وجه الاحتلال المجرم الذي يحاصر غزة، بل وفي وجه كل من يتواطأ معه في هذا الحصار الآثم.
وقال إنه يتابع مع إخوانه في قيادة حركة حماس بغزة وقيادة العمل الحكومي مجريات الأوضاع المتعلقة بهذا الحادث الأليم أولا بأول، مشيدًا بالجهود التي بُذلت من الطواقم المختصة والجهات ذات العلاقة.
ودعت حركة حماس في شمال قطاع غزة الجماهير للمشاركة الحاشدة في تشييع الضحايا، وأكدت أنها سخرت كافة إمكاناتها وكوادرها لمساعدة العائلات المكلومة وإزالة آثار الحريق.