باتت قضية حادث حريق جباليا، الذي أودى بحياة 21 مواطنا، الخميس الماضي، تؤرق الرأي العام، في ظل نشر الكثير من الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي، برغم التحذيرات المتكررة لوزارة الداخلية بغزة لمروجيها.
وشيّع آلاف المواطنين بعد ظهر الجمعة في موكب مهيب، جثامين ضحايا الحريق الذي شبّ في بناية بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة وراح ضحيته 21 شخصا من عائلة واحدة.
وأدى المشيّعون صلاة الجنازة في مسجد الخلفاء الراشدين وسط المخيم، وتم بعدها مواراة الجثامين الثرى بمقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا وسط حالة من الحزن، كما أقامت مساجد فلسطين، عقب صلاة الجمعة اليوم، صلاة الغائب على أرواح ضحايا الحريق.
وطالبت عائلة أبو ريا في قطاع غزة، الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بضرورة ملاحقة كل من ينشر أي خبر أو إشاعة عن الحادث الأليم، الذي أودى بحياة ثلة من أبناء العائلة جراء حريق نشب في منزلهم.
ودعت العائلة في بيان لها، الجميع لتحمل مسؤوليته وأن ينظر بعين الرحمة لمن هم عند ربهم، وأن لا يفتري عليهم سواءً بالقول أو نشر الإشاعات.
وقالت إنها ستلاحق كل من تسوّل له نفسه إستغلال دماء وأرواح أبناء العائلة قانونياً وشرعياً، مؤكدة على ثقتها في الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بمتابعة الملف وإظهار نتائج التحقيق للرأي العام.
وذكرت العائلة أن مطالبها جاءت بعد ما رأته وسمعته هنا وهناك من وسائل إعلام رسمية وغير رسمية فضلاً عن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يحاولون تصدر المشهد على حساب دماء وأرواح أبناء العائلة من خلال تزوير للحقائق واختلاق الأكاذيب ونشر الإشاعات.
اقرأ للمزيد.. عائلة "أبو ريا": ثقتنا كبيرة في الأجهزة الأمنية بمتابعة ملف الحريق وإظهار النتائج
نتائج التحقيق في حريق جباليا
من جانبه، طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بعدم نشر أي معلومات غير رسمية حول الحريق، وانتظار انتهاء لجنة التحقيق من عملها.
وحذر المكتب في بيان له أن من ينشر أي معلومات يضع نفسه تحت طائلة المسئولية القانونية.
وذكر أن النيابة العامة ستتخذ الإجراءات القانونية وفق الأصول ضد كل تجاوز يتم رصده.
ولفت المكتب الإعلامي الحكومي، إلى ان ذلك يأتي في ضوء نشر إشاعات وحبك روايات حول الحادث لا أساس لها وتداول مقاطع فيديو لم يثبت صحتها للحادث.
وأهاب المكتب بأبناء شعبنا المساهمة في الإبلاغ عن أي تجاوز في النشر عبر رابط المكتب الإعلامي الحكومي المرفق.
وأشار إلى أنه تم رصد بكثافة العديد من التجاوزات القانونية والمهنية والأخلاقية، خلال الساعات الماضية.
وأعلنت وزارة الداخلية والامن الوطني بغزة، أن اللجنة المختصة للتحقيق في حادثة جباليا تواصل عملها منذ وقوع الحادث مساء الخميس، وتعمل فرق المباحث والأدلة الجنائية والدفاع المدني من أجل التوصل إلى التفاصيل كافة.
عقوبة ترويج الإشاعات حول حريق جباليا
بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إنه تم التوافق مع النيابة العامة على اتخاذ المقتضى القانوني، ومتابعة وملاحقة كل مصادر نشر الروايات المفبركة والشائعات حول حادثة حريق عائلة "أبو ريا" في جباليا شمال مدينة غزة.
وذكر معروف لـ"وكالة الرأي" أنه تم خلال الساعات الأخيرة رصد الكثير من الحسابات والصفحات التي قامت بنشر روايات مفبركة ومقاطع فيديو التي لا صحة لها حول الحادث.
وأكد أنه سيتم وضع ناشري هذه الروايات جميعاً أمام طاولة النيابة العامة لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم وفق الأصول القانونية.
وقال معروف إن المكتب الإعلامي الحكومي استقبل منذ الأمس عشرات الرسائل من المواطنين لروابط صفحات وأشخاص تنشر معلومات مغلوطة وروايات مفبركة حول الحادث.
وطالب الجميع بانتظار نتائج التحقيق وعدم نشر أو تداول معلومات غير التي تصدر عن الجهات الرسمية خاصة أن لجان التحقيق لم تنتهي من عملها بعد.
وأكد أن لجان التحقيق تضع كل المعطيات والمؤشرات التي تتوافر لديها حول الحادث من شهود عيان ومعاينة لمكان الحدث، حتى تصل إلى مرحلة تستطيع ان تخرج للمواطن الفلسطيني وتضعه في كل تفاصل الحدث.
تفاصيل التحقيقات في حريق جباليا
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم في تصريحات لإذاعة "صوت الأقصى": إن الداخلية تبذل كل الجهود على قدم وساق، وحينما ينتهي التحقيق سنعلن عن نتائجه للرأي العام في أقرب وقت ممكن.
وأضاف: "التحقيق يضع أمامه جميع الفرضيات وكل الاحتمالات موجودة على طاولة الجهات المختصة، ولا نستثني أي فرضية، وكل جوانب هذه الحادثة هي قيد التحقيق".
وأشار إلى أنه تمت معاينة مسرح الحادث، وجمع الأدلة والاستماع لإفادات الشهود، واستخدام كل الوسائل المتوفرة لدينا للوصول لتفاصيل الحادثة كافة.
وأوضح البزم أنه منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث قمنا بإصدار التصريحات والبيانات الإعلامية بشأنه، حرصاً على وضع المواطن في صورة ما يجري بشكل دقيق، ولقطع الطريق على الشائعات والتأويل.
ودعا وسائل الإعلام والنشطاء إلى انتظار نتائج التحقيق، كما ندعو المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية والتوقف عن تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يحاول البعض من ورائها إرباك الساحة الداخلية.
وأوضح البزم، أن وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية والشرطية والدفاع المدني تُسخر كل إمكاناتها وتعمل على قدم وساق، ونبذل جهوداً كبيرة على كافة الصعد للوقوف عند مسؤولياتنا وتقديم الخدمة لأبناء شعبنا.
وأكد أن الحصار المفروض على قطاع غزة طال كل مناحي الحياة وتأثرت به وزارة الداخلية، والدفاع المدني يعاني من شح في الإمكانيات، حيث يمنع الاحتلال دخول المعدات له منذ ما يزيد عن 15 عاماً.
ولفت إلى أن المعدات المتوفرة حالياً لدى جهاز الدفاع المدني تعمل منذ ما يزيد عن 20 عاماً، وقدرتها تتآكل عاماً بعد عام وبحاجة لتعزيز من أجل التعامل مع الأحداث الكبيرة التي تقع.
ووجه البزم رسالة للمجتمع الدولي وللمؤسسات الدولية وأحرار العالم للقيام بواجبهم الإنساني والتحرك العاجل لإدخال المعدات المتطورة للدفاع المدني وسيارات الإطفاء والإنقاذ، فهناك مليونان و300 ألف مواطن في القطاع بحاجة للخدمات الإنسانية للدفاع المدني.