الضفة الغربية- الرسالة نت
في محاولة منها للتغطية على جرائمها ضد المزارعين الفلسطينيين، فرضت قوات الاحتلال غرامة مالية تقدر بـ 624 دولارا على كل فلسطيني يستعين بالمتضامنين الأجانب في قطف ثمار الزيتون في الأراضي الواقعة بالقرب من المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية.
ويقوم المتضامنون الأجانب في موسم قطف الزيتون من كل عام بمساعدة المزارعين الفلسطينيين بجني ثمار الزيتون، وذلك لمنع المستوطنين الصهاينة من الاعتداء عليهم أثناء تواجدهم في أراضيهم القريبة من المستوطنات، وفضح ممارسات جنود الاحتلال ضد الفلسطينيين وأراضيهم.
ويعمد المستوطنون الصهاينة إلى الاعتداء على الفلسطينيين لمنعهم من جني محصولهم ، حيث نشرت جماعات من المستوطنين المتطرفين مؤخرا بيانا قالت فيه:" لن نسمح لأي عربي بقطف الزيتون"، وشدد المنشور على أن الزيتون المزروع على 900 ألف دونم يتمسك به الفلسطينيون كرمز للسيادة وملكية الأرض، "ما يتناقض مع حق (المستوطنين) في أرض يهودا والسامرة"، على حد تعبير المنشور.
درع واق..
ويرى المزارعون الفلسطينيون أن وجود المتضامنين الأجانب معهم أثناء جني الزيتون أمرا ضروريا، حيث يقول المزارع أبو فهد من قرية بيتا القريبة من نابلس:"وجود المتضامنين معنا يعطينا نوعا من الراحة النفسية والعزيمة، فهم يتصدون لقطعان المستوطنين الذين يأتون لأراضينا ويعتدون علينا".
ويضيف:"المستوطنون وجنود الاحتلال يخشون من المتضامنين المتواجدين معنا، فهم يقومون بتصوير اعتداءاتهم وكشفهم وفضحهم أمام العالم، إنهم يشكلون درعا واقيا لنا، وهذا ما دفع الاحتلال لفرض غرامة مالية على من يصطحب المتضامنين لأرضه".
أما جاره أبو السعيد فقال:"أرضي قريبة من مستوطنة ايتمار، وطوال مكوثنا داخل الأرض أنا وأسرتي نبقى متخوفين من هجوم المستوطنين علينا، لكننا ومنذ عامين ندخل أرضنا بمساعدة المتضامنين الأجانب، اللذين يقومون بحمايتنا والدفاع عنا إذا جاء المستوطنون".
وأشار:"المستوطنون يحسبون ألف حساب للأجانب، لذلك في أغلب المرات التي أذهب فيها إلى أرضي يكون المتضامنين معنا، ويقطفون الزيتون معنا أيضا.. ونحن نقدر لهم جهدهم ووقفتهم معنا.. فهم يعرضون نفسهم للخطر، كما أن كثيرين منهم تم اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال ومن ثم ترحيلهم للخارج".
وفي إطار حماية المزارع الفلسطيني من خطر المستوطنين، تقوم مؤسسة "بيت سيلم" الحقوقية "الإسرائيلية" بتزويد المزارعين الذين يتعرضون لاعتداءات الجنود بكاميرات فيديو لتوثيق هذه الممارسات الصهيونية ونشرها في وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية.
كما يسعى المزارعون في بعض القرى الفلسطينية في الضفة إلى التجمع بجماعات كبيرة والذهاب لجني المحصول، وذلك للتصدي لأي اعتداءات يقوم بها المستوطنون أو جنود الاحتلال على حد سواء.
وتعرضت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية إلى المصادرة لصالح توسيع المستوطنات الصهيونية، كما تعرضت أراض أخرى للحرق والإتلاف وقطع أشجارها.