كما عمليات التهويد التي تزداد وتيرتها بشكل كبير في مدينة القدس، يعمل الاحتلال بشكل متوازٍ على ملاحقة حراس المسجد الأقصى والمرابطين فيه وذلك لتفريغ المسجد ليبقى متاحا أمام المستوطنين وطقوسهم التلمودية.
في الأيام الأخيرة شهد المسجد الأقصى إبعاد العشرات من المرابطين فيه وكذلك الحراس بشكل متعمد، وكان الحدث الأبرز اعتقال الشيخ المرابط جمال عمرو وزوجته زينة، ليتم الإفراج عنهما بعدها بشروط.
وضمن مسلسل الإبعاد، لا زال عدد من المرابطين والمرابطات يحملون قرارات الإبعاد بسبب تأثيرهم على المجتمع المقدسي ودورهم في بث روح الرباط لدى المقدسيين، ومع ذلك يوجد من يكمل دورهم ويواصل الصمود في وجه المحتل مهما كانت العقوبة.
يقول أحد حراس المسجد الأقصى "للرسالة نت" إنه تسلم قرار إقصاء من عمله وهو موقوف بسبب ما وصفه بـ "المؤامرة" للتخريب على المسجد وإثارة الفوضى، موضحا أن هناك العشرات من الحراس تم الاستغناء عن خدماتهم بشكل غير مفهوم ومع ذلك لا زالوا يواصلون عملهم وقت الصلوات بالوقوف عند البوابات والتنظيم داخل المسجد خاصة وقت المغرب والعشاء.
ويوضح أن وجودهم في الأقصى ليس من أجل العمل، بل هو رباط إلى يوم الدين، ومهما اتخذ بحقهم من عقوبات لإبعادهم عن المسجد هناك من يتواجد بينما يواصل المبعدون دعمهم للأقصى عبر توعية المواطنين بأهمية المسجد وخطورة ما يحاول الاحتلال بثه.
ويذكر أن من ضمن مساعي الاحتلال لفرض سيادته على الأقصى، محاولات تدخله في ملف تعيين "حراس الأقصى"، عبر إرسال قائمة المرشحين لمخابراته لتجيزهم أو ترفضهم.
ولم يتوقف الاحتلال عند هذا الحد، بل يهدد باعتقال أي موظف أو حارس جديد، حال باشر عمله دون مرور ملفه للموافقة عليه.
ومع الأحداث المشتعلة في المسجد الأقصى، تستهدف الشرطة (الإسرائيلية) حراسه بشكل متعمد رغم زيهم المميز، فتعتدي عليهم بالضرب والرصاص المطاطي وقنابل الغاز، عدا عن محاولات التشويه التي تستهدفهم.
ويؤكد الحارس – طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة- بأنهم يعملون تحت خط النيران، وفي كل مكان بالأقصى، لافتا إلى أن وجودهم يشكل شوكة في خاصرة سلطات الاحتلال لأنهم يتصدون لقطعان المستوطنين، رغم محاولات إبعادهم عن المسجد لشهور طويلة كخطوة عقابية.
حلقات توعوية
وفي ذات السياق تحدثت المرابطة عايدة الصيداوي – مبعدة عن الأقصى- أن حركة الإبعاد والاعتقال تزداد وقت الأعياد اليهودية، في محاولة لتفريغه من المؤثرين، لكن ما يحدث عكس ما يتوقعه الاحتلال.
وأشارت الصيداوي "للرسالة نت" إلى أن الاحتلال -من خلال قرارات الإبعاد- يريد إضعاف عزيمتهم، لكنهم يرابطون عند أقرب طريق للأقصى يسمح لهم بالوقوف فيه وتكون الصلاة هناك، موضحة أن هناك العشرات من الشباب والنساء غير المبعدين يكملون صلواتهم هناك وعقد الحلقات التوعوية بأهمية الأقصى.
ورغم تعرضها وغيرها من المرابطات للعشرات من قرارات الإبعاد والاعتقال إلا أن ذلك يزيدهم تمسكا وارتباطا بالأقصى، معلقة "اللي بدو وطن لازم يضحي".
وتؤكد الصيداوي أن كل مرابط مبعد يصلي خلف أبواب الأقصى ليكون قريبا منه، وليتصدى للمستوطنين الذين يحاولون استفزازهم بطقوسهم داخل المسجد وترديدهم لعبارات وأغانٍ تلمودية، لكن صوت التكبيرات يطغى عليهم.
وتختم قولها: "المرابطون وحراس الأقصى سيبقون شوكة في خاصرة الاحتلال لتصديهم للمستوطنين".