بالرغم من الإمكانيات والوسائل التقنية الحديثة التي يمتلكها العدو الصهيوني، والإجراءات الأمنية المشددة التي يتغنى بها، استطاع الأبطال زرع العبوات التفجيرية الناسفة في أماكنها الصحيحة، لتُحقق من خلالها الإصابات المؤكدة في صفوف الاحتلال وقطعان مستـوطنيه وتوقع منهم ما بين قتيل وجريح، حيث شكلت تلك العمليات ضربه قاسمه للمنظومة الأمنية الصهيونية.
والمُتتبع لسياسة المقاومة الفلسطينية الباسلة وسير استراتيجيتها، يُلاحظ أن مدينة القدس ومدن الضفة الغربية شهدت تطوراً ملحوظاً، ونقله نوعية جديدة في العمل المقاوم، حيث انتقلت من عمليات: الدهس والطعن بالسكاكين وإطلاق الأعيرة النارية من المسدسات إلى التفجيرات، وهو أسلوب ينم ويدلل على أن أبطال شعبنا الفلسطيني ما زالوا يُتقنوا ويخططوا ويعملوا بصمت لضرب العدو في كل مكان يجثم فيه على أرضنا المحتلة.
إن عمليتي التفجير اللتان وقعتا قرب محطة حافلات إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة اليوم، أعطتنا الأمل بأن هناك رجال يعدوا العدة ويعملوا بصمت ويخططوا لينقضوا على أعداء الله، حيث أعادتنا هذه العمليات بالذاكرة إلى تلك التي جهزها وأعدها المهندس الشهيد يحيى عياش، الذي أذاق من خلالها العدو الصهيوني الويلات مراراً، فمنذ نحو عقدين ونحن ننتظر عودة العمليات التفجيرية التي لطالما أنها أثلجت صدورنا. حيث أن مثل هذه العمليات بحاجة إلى تخطيط عسكري استراتيجي، يتم الإعداد والتخطيط الجيد لها من قِبل المقاومين الأبطال، كما أن نتائجها تؤلم العدو كثيراً.
وفي خضم هذه العمليات البطولية ما يؤكد على استمرار نهج المقاومة، حيث علَت همة شعبنا الفلسطيني، وزادت ثقتهم باقتراب موعد الحرية والتحرير، والتخلص من الاحتلال الصهيوني.